جريمة تشكيل جمعية أشرار...لمسات إيطالية !!!

بداية أعتذر عن غيابي...خلال الأسبوعين الماضيين...فقد كان لأسباب خاصة...
هي جريمة مميزة عن غيرها من الجرائم ، بحيث لا يمكن تصنيفها في أي عائلة من عائلات الجرائم المعروفة...كجرائم الدم أو جرائم العرض...كما أنها تختلف عن ما يسمى بالجريمة المنظمة ، فالهدف من الجرائم المنظمة يكون دوما جني المال كما هو الحال في جرائم المخدرات...أو إخفاء مصدره كما هو الحال في جريمة تبييض الأموال ، بينما الهدف من تشكيل جمعية أشرار يكون هدفا خفيا...لا يمكن التعرف عليه إلا باعتراف من أعضاء الجمعية أو أحدهم...أو خلال قيام الشرطة بالتحريات اللازمة...
و لا تتحقق هذه الجريمة إلا بتحقق شرطين أساسيين...الأول هو المجموعة بحد ذاتها ، أي وجود مجموعة من الأشخاص...و لا يهتم القانون بنوع العلاقة القائمة بينهم...هل هم أصدقاء !...أم أنهم تعارفوا بمناسبة الجريمة...المهم في المجموعة هو اجتماعها و لو مرة واحدة من أجل الجريمة ، و لكن من هو الشرير؟...سؤال قد يتبادر إلى الأذهان ، و يبدو أن القانون يقصد بلفظ الشرير...كل من يرغب فعلا في تنفيذ مشروع إجرامي رفقة آخرين...على أن يكون مشروعا إجراميا حقيقيا و ليس مقلبا بقصد المزاح !!!...كأن يتفق ثلاثة أصدقاء على إرعاب زميل لهم أثناء نومه !!!
أما الشرط الثاني فهو التخطيط للجريمة...و التخطيط المقصود هنا هو التفكير الجاد...الواضح المعالم...و الذي يكون بصوت عال بين أفراد المجموعة...كأن يقول أحد أفرادها بأن لديه خطة لتضليل الشرطة...و يقول آخر بأنه يعرف كيف يتخلص من الكاميرات الخاصة بالمراقبة...و كما هو معروف يعفي القانون أي فرد من أفراد المجموعة من العقوبة ...إذا بلغ السلطات عن الجريمة قبل وقوعها ، و ما يجعل آثار المدرسة الإيطالية واضحة في هذه الجريمة ...هو أن المدرسة الوضعية الإيطالية كانت تنادي دوما بضرورة معاقبة المجرم بمجرد أن تحدثه نفسه بالجريمة حتى و لو لم يرتكبها !!!...و في جريمة تشكيل جمعية أشرار يعامل المجرمون فيها نفس معاملة المجرم الذي قام بالجريمة فعلا...سارق ضبط و معه الشيء المسروق...قاتل ضبط بعد القتل مباشرة...مع أن المجرم في جريمة تشكيل جمعية أشرار لم يرتكب أي فعل من الأفعال التي خطط لها...و لكنه استحق العقوبة بمجرد التخطيط الجاد لارتكابها رفقة آخرين........دمتم بعيدا عن هؤلاء

القاتل المهذب...السيد صول !!! ( الجزء الأخير )

...بعد مقتل الصبي ( مارتن) أوقف ( ستاني ) دروس الكمان حزنا لمقتل الصبي ، و مع هذا بقي يتردد على قاعة التمرين كل يوم دون أن يسمع لكمانه صوت...يقضي النهار كله هناك...
و في صباح يوم الأحد سمع ( ستاني ) طرقا على باب القاعة ...كانت والدة ( مارتن) ، و بعد تحية صباحية طلبت منه الكمان الخاص بابنها...فقدمه لها دون تردد ، و في طريق عودتها للبيت إلتقت بوالدة ( بيرلا )...فدعتها لتناول الشاي ببيتها ووافقت هذه الأخيرة....و أمام والدة ( بيرلا ) فتحت أم ( مارتن ) حقيبة الكمان و أخرجته منها...و إذا بوتره الرابع قد اختفى...لم تقل والدة ( بيرلا ) شيئا...بل توجهت مباشرة للشرطة و أخبرتهم عما لاحظته ، و سرعان ما تحولت شكوك السيدة إلى أسئلة جادة كان على الشرطة الإجابة عنها !!!...ما علاقة اختفاء وتر صول بالسلك الحديدي الغليظ الذي وجد حول عنق ( مارتن ) و ( بيرلا ) ؟؟؟
و للإجابة على هذا السؤال كان لابد من تفحص الوتر الرابع لآلة الكمان ( صول )...و مقارنته مع الأسلاك التي كانت ما تزال بحوزة الشرطة...و لكن...و بالعين المجردة كان واضحا أن السلك الحديدي يختلف اختلافا كبيرا عن الوتر ( صول ) ، فالسلك كان بسمك مليمترين تقريبا...كما أن طرفه أملس...و هو أطول بكثير من الوتر...الذي يتميز بأنه أقل سمكا رغم متانته...و لكن طرفه ملفوف بخيط رفيع بطول عشرين سنتمترا...كما يمكن له أن يترك أثرا على الجلد البشري...و من هنا كان لابد من استخراج جثة ( مارتن) للتأكد من وجود آثار ما حول عنقه !...و تم استخراجها من أجل إعادة التشريح...و قد انتشر هذا الخبر بسرعة بين سكان المدينة...و وصل ل ( ستاني ) طبعا !
...بعد فحص طبيب شرعي آخر لعنق ( مارتن ) وجدت آثار غير واضحة بمؤخرة عنقه...و عدم وضوحها كان بسبب كثافة شعر الصبي ، كما أن لف العنق بوتر تحت شعر الصبي... دل على أن القاتل بدأ بلف العنق من وراء الصبي...فاستغل عنصر المفاجأة لوضع الوتر تحت الشعر...في مؤخرة الرأس...و بمقارنة تلك الآثار مع طرف الوتر ( صول )...تبين أن ( مارتن ) و ( بيرلا ) قتلا خنقا بهذا الوتر...الذي يعتبر أغلظ أوتار الكمان...كما أن القاتل وضع سلكا آخر يختلف تماما عن الوتر من أجل التمويه ، وباعتبار الوتر ( صول ) مفقود في آلتي ( بيرلا ) و ( مارتن )...و أن الآلتين كانتا بحوزة الأستاذ ( ستاني )...أصبح هذا الأخير المتهم الأول و الوحيد...
و بعد استصدار أمر بالقبض عليه...توجهت الشرطة إلى قاعة التمرين...فلم تجده...ثم قصدت المنزل الذي كان يقيم فيه...فلم تعثر له على أثر ، كما أن الشرطة لم تجد أي شيء من أمتعته...الشيء الوحيد الذي تركه كان آلته الموسيقية...بأوتارها الأربعة !!!
...عند تفتيش الشرطة لقاعة التمرين...فتحت حقائب الآلات الموسيقية التي كانت موجودة...لقد وجدت الشرطة خمس آلات موسيقية بلا وتر رابع ( صول )...
...لم تفهم الشرطة لماذا قام ( ستاني ) بنزع خمسة أوتار ( صول ) من خمسة آلات موسيقية...هل كان ( ستاني ) ينوي قتل الصبية الخمسة الذين نزع أوتار آلاتهم ؟؟؟ ...لن تجد الشرطة جوابا لهذا اللغز أبدا طالما لم تتمكن من القبض على القاتل ( ستاني )...الذي أطلق عليه سكان المدينة إسم ...القاتل ( صول )...