تبييض الأموال..............سفرة جريمة

كثيرا ما يردد الطباخون عبارة مفادها أن الإنسان يتذوق بعينيه قبل فمه، بمعنى أن جمال الطبق و تناسق و تنوع ألوانه يزيد في شهية من يراه قبل تناوله ...و إن كنت شخصيا لا أعتقد ذالك فكثيرا ما نرى أطباقا بألوان رائعة و في صحون فاخرة و لكن طعمها أقل بكثير مما كنا نتوقعه...
وجريمة تبييض الأموال على الرغم من اعتبارها من أخطر الجرائم ، وتصنيفها ضمن الجرائم المنظمة طبقا لاتفاقية الأمم المتحدة للجريمة المنظمة المعتمدة في 15 نوفمبر2002 ، إلا أنه قلما نسمع عن توجيه تهمة تبييض الأموال لأن من يقوم بهذه الجريمة عادة ما يكون تحت حماية أشخاص نافذين في السلطة ، كما أن إثبات هذه الجريمة يحتاج لإجراءات معقدة
بداية...تبييض الأموال باختصار هو استخدام أموال نتجت عن القيام بجريمة في مشاريع يسمح بها القانون...وهذا هو وجه الشبه بين هذه الجريمة و المثال الذي ذكرته آنفا ، فليس كل ما تستحسنه العين هو بالضرورة كذالك...فقد يعتقد مجتمع بأكمله أن شخصا ما رجل أعمال ناجح و عبقري إقتصاديا لأنه تمكن في مدة وجيزة من تشييد الكثير من المؤسسات وتقليص البطالة ...و لكنه في حقيقة الأمر تاجر مخدرات
وللقيام بجريمة تبييض الأموال على المجرم القيام بعدة عمليات يمكن تلخيصها في مرحلتين:
المرحلة الأولى هي تحويل الأموال التي نتجت عن الجريمة ( أموال تجارة المخدرات مثلا)، و يقوم المجرم بذالك من أجل التخلص من السيولة النقدية الكبيرة لأنه لو حاول وضعها في أي بنك سيكتشف أمره بسهولة عند بحث البنك عن مصدر هذه الثروة...كما أنه يريد إخفاء الجريمة الأولى نهائيا ( المتاجرة بالمخدرات)، و تكون عملية التحويل بأن يشتري المجرم بهذه الأموال عقارات أو لوحات زيتية باهضة الثمن أو بتحويل هذه الأموال إلى حسابات بنكية أخرى
أما المرحلة الثانية فهي تشتيت هذه الأموال بمعنى توزيعها على نشاطات تجارية مختلفة فينشأ هذا المجرم شركة إستيراد و تصدير و شركة للأشغال العمومية إلى غير ذالك .
إعلم عزيزي القارئ بأن الذين يقومون بتبييض الأموال هم أشخاص أذكياء جدا و مستعدين لتبييض أموالهم في أي مكان في العالم ...و حتى لا تكون ضحية هؤلاء المجرمين عليك بالنصيحة التالية :
...إن الذين يرسلون عن طريق البريد الإلكتروني رسائل تتضمن عبارات خادعة كعبارة: إضغط هنا وستحصل على؟؟؟؟؟دولار أو ما شابه...
هذه الرسائل ليست للإشهارفقط، بل قد تكون ورائها شبكة لتبييض الأموال، كما قد ترسل لك رسالة إلكترونية إلى بريدك تطلب منك فيها إرسال رقم حسابك البريدي أو البنكي لتستلم مبلغا ماليا ، وسأكون صريحا معك أكثر عزيزي القارئ ...قد تجد مبلغا ماليا في حسابك البريدي حقا ...
في هذه الحالة لا تسحبه و أبلغ الشرطة فورا بذالك قصد إخلاء مسؤوليتك ، لأنك لو سحبت المبلغ قد تحاول تلك الشبكة إبتزازك فيخيرونك بين التعامل معهم فتجعل حسابك مصبا لأموالهم القذرة أو أن يبلغوا الشرطة ، و في الحالة الثانية سيعتبرك القانون عضوا من الشبكة لأنك كنت تسحب أموالا لا تخصك ...فسيعتبرها القانون عمولة من الشبكة مقابل استخدام حسابك.
و في الأخير أرجوا ان لا أكون قد أزعجتك عزيزي القارئ بهذه الجريمة........و لا تنسى أن تسأل عن الطبق قبل تذوقه.......شهية طيبة

2 التعليقات:

حنان احمد يقول...

بما أن القانون كان جزء من أحلامي ذات نهار ( وان تبخر مع امال كثيرة اليوم )

ساحاول ان افهم دروسك جيدا ..
من يدري .. ربما للغد بعد لا نتصوره ..

تحية لك

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي العزيزة/ حنان
....لم تفت الفرصة بعد و تستطيعين تحقيق أحلامك
أشكرك جزيل الشكر على مرورك ، و أسعد بالإجابة على أي استفسار أو توضيح فيما يخص المواضيع المنشورة في المدونة أو غيرها...
دمت بخير