...هي واحدة من الظواهر الشائعة...حيث يقوم الشاب باصطحاب عشيقته بسيارته الخاصة إلى أماكن معزولة نسبيا لممارسة الرذيلة...مبتعدا عن الأعين...معتقدا بأنه بمنأى عن التجريم ، و الغريب هو محاولات بعض المختصين في القانون إيجاد حلول قانونية لحماية هؤلاء الفساق !!! فيقسمون السيارات إلى عامة و خاصة...و ساكنة و متحركة...و هذا التقسيم غير مجد في اعتقادي لأن توظيفه غير مفيد بالمرة...
تشكل الممارسة الجنسية العلنية سواءا كانت كاملة أو مجرد مقدمات جنسية جريمة الفعل العلني المخل بالحياء ( الفعل الفاضح )...و من خلال بحث بسيط قمت به... اكتشفت بأن أي ممارسة جنسية في السيارة تعتبر فعلا علنيا مخلا بالحياء...لأن السيارة تكون تابعة للمكان الذي تكون فيه...و الذي يكون مكانا عاما في العادة...و قد قررت محكمة النقض الفرنسية في قرار أصدرته بتاريخ 09 ماي 1962...قيام الجريمة في حق شابة توقفت بسيارتها على جانب الطريق و كشفت عن صدرها بقصد تصويرها...و الطريق مكان عام !...كما قررت نفس المحكمة بتاريخ 18 جوان 1930 بقيام هذه الجريمة...مع أن السيارة كانت داخل الغابة !!!...فالغابة مكان عام يحتمل ارتياده في أي وقت من أفراد أو عائلات...و نفس الشيء بالنسبة للشواطئ...هذا بالنسبة للأماكن التي يقصدها هؤلاء المجرمون عادة...شواطئ...غابات...ركن السيارة بجانب الطريق !
أما المجرمون الأكثر حرصا فيجهزون زجاج سياراتهم بأشرطة لاصقة سوداء تمنع الرؤية من الخارج...فهل يعتبر هذا ذكاءا؟؟؟
بالطبع لا...لأن هذه الجريمة تتحقق إما برؤية الفعل الجنسي أو بسماع أصوات تدل عليه كالتأوهات الجنسية...أو بالملامسة ، فالشخص داخل سيارة بزجاج مانع للرؤية يحتمل أن يصدر صوتا ما...كما يحتمل أن يفتح أحدهم الباب من الخارج فيراه...و قد يفتحه شرطي مر بالجوار فوجد سيارة مركونة في مكان غريب !!!...و من هنا فلا مفر للمجرم في هذه الحالة...
...كما أن هناك من يختار الليل للتنقل بسيارته لممارسة الرذيلة ظنا منه بأنه قد نجا !...و لهؤلاء أقول بأن العلانية في المكان العام بطبيعته تبقى نفسها ليلا و نهارا...فجريمة الفعل العلني المخل بالحياء قائمة في حق راكبي هذه السيارة حتى و لو كانت مجهزة بمانع للرؤية...و وجدت في قلب الغابة في منتصف الليل...دمتم بخير
ملاحظة : لقد تعمدت الإعتماد على إجتهادات قضائية فرنسية في هذه التدوينة...لسببين...الأول هو أن معظم التشريعات العربية اتخذت من القانون الفرنسي مصدرا ماديا لها...و السبب الأهم هو إظهار حرص التشريع الفرنسي على التخلص من الرذيلة...فلا يرضى تلك المناظر لمواطنيه حتى في الغابات النائية...أما المسلمون فيمنع هذا التشريع كل ما من شأنه أن يحافظ على عفتهم و طهارتهم ...و اللبيب بالإشارة يفهم !