التلصص الجنسي...المجرم ضحية و الضحية مجرم !

بداية قد يقول قائل: إن هذا الفعل مجرد سلوك طائش...قلة أدب...سوء تربية...و ليس له علاقة بالقانون...كما أنه نادر الوقوع....
باعتبار العلاقة الجنسية... علاقة سرية بطبيعتها لأنها تتعلق بأعراض ممارسيها...( و دعونا نأمل أن تكون شرعية ) فإن القانون يسعى لحماية العرض كما يسعى لحماية ذوات الأشخاص و ممتلكاتهم ، أما عن ندرة وقوعه...فعلى من يعتقد ذالك أن يعيد حساباته من جديد...
و التلصص الجنسي هو قيام المجرم بمشاهدة العملية الجنسية التي يمارسها الآخرون خلسة...و يصدر هذا السلوك عادة من المراهقين و الشباب الذين يعانون من أمراض نفسية ...فهم يقومون بذالك من أجل الحصول على اللذة الجنسية...و قد سمعت قصصا غريبة عن شباب يتعمدون ترصد و مراقبة غرف النوم في الشقق المقابلة للعمارات التي يسكنون بها ...
و يعتبر التلصص الجنسي صورة من صور الشذوذ الجنسي المعاقب عليه قانونا ، فالمتلصص مجرم !...و لكن الضحايا ( الرجل و المرأة ) ليسوا بمعزل عن جريمة أخرى...هي جريمة الفعل العلني المخل بالحياء أو الفعل الفاضح كما يحلو للبعض تسميته...فمن يقوم بفعل جنسي دون أن يتخذ الوسائل اللازمة لحجب هذا الفعل عن نظر و سمع الغير يكون مرتكبا لهذه الجريمة...فالسلوكات الجنسية بين الزوجين إذا كانت على شرفة المنزل...كانا مجرمين أيضا....
...فإذا جمعنا قطع الأحجية...نجد قصة لا تخلو من الغرابة و الطرافة ، فالزوجين في الشرفة قد ارتكبا فعلا علنيا مخلا بالحياء...و من شاهد ذالك اعتبر ضحية قد خدش حياؤه ، أما إذا تعمد هذا الضحية التلصص...سقط عنه ثوب الضحية و لبس ثوب المجرم ، و أصبح مرتكبا لجريمة الشذوذ الجنسي....فإذا تمت المعاشرة الجنسية داخل غرفة محكمة الإغلاق و دون إحداث أصوات مثيرة...و تلصص أحدهم ...كان الرجل و المرأة مجرد ضحايا...و المتلصص مجرما...
بقي أن أشير أن التلصص الجنسي هو صورة من بين ثمانية صور للشذوذ الجنسي...تصر التشريعات العقابية العربية على تناول صورتين فقط هما ( اللواط و السحاق )...أما قانون العقوبات المصري فلم يتناول جريمة الشذوذ الجنسي.....مع أن الشذوذ الجنسي كظاهرة في انتشار مستمر في الدول العربية...

اختطاف الأطفال...و عودة عازفي الناي !!!

من بين أشهر القصص العالمية...قصة عازف الناي ، الذي استطاع بعزفه الرائع تخليص المدينة من الجرذان التي احتلتها بشكل رهيب...و لكن سكان المدينة تنكروا لجميله و رفضوا دفع أجرته...فقام بواسطة عزفه بنقل أطفالهم إلى وجهة غريبة بدافع الإنتقام...و اختفوا إلى الأبد
و أود أن أنوه في البداية بأنني اعتمدت على لفظ ( أطفال ) لتقريب المعنى...لأن القانون يطلق على غير البالغ لفظ ( قاصر) و ليس طفل...
و جريمة اختطاف الأطفال هي نقل الطفل عمدا من المكان الذي يتواجد فيه إلى مكان آخر...و قد يتواجد الصبية عادة في المنزل العائلي أو في المدرسة أو حتى الروضة ...أما إرادة الضحية فليست مهمة على الإطلاق...لأن الضحية قد تكون راضية برفقة المجرم ...كما قد تدعي الفتاة المخطوفة بأنها عشيقة المجرم !...و أنها هي من طلبت الهرب معه...كل هذا لا يمنع من قيام الجريمة ، أما عن المدة الزمنية التي يمكن من خلالها اعتبار الفعل اختطافا...فتختلف من قانون لآخر...فالفقه الفرنسي يقدرها بليلة واحدة !!!...و هي مدة غير مناسبة في نظري...لأن أسرة الضحية لا يمكنهم انتظار ليلة كاملة للإبلاغ عن اختطاف إبنهم أو إبنتهم...كما أن هذه المدة كافية لنقل الطفل لمسافة بعيدة فيتعذر إيجاده ، و هي كافية لقتله في مكان ما و دفنه ، و لا تقوم هذه الجريمة في فرنسا إذا كان المجرم غير متأكد من سن الضحية...و مثال ذالك إغواء شاب لفتاة و نقلها إلى مكان ريفي بعيد بموافقتها...معتقدا بأنها بالغة !!!
أما عن الأسباب التي تجعل المجرم يختطف صغار السن فقط...فلكل جريمة قصة خاصة ، فمن يقوم بإغواء الفتيات الصغيرات ...فعادة ما يكون عنينا أو شاذا جنسيا...كما قد يكون الإختطاف من أجل طلب الفدية...أو بهدف سرقة أعضاء بشرية...أو بهدف استخراج بعض الأعضاء و استخدامها في الشعوذة ...و ضعف بنية صغار السن و عدم مقاومتهم عامل مساعد للمجرم في عملية الإختطاف...
و هناك صورة من صور الجريمة لا تخلو من الرومانسية...و لقد أقرها القانون الجزائي على غير عادته ، و هي حالة زواج المخطوفة من خاطفها...فهنا لا يمكن اتخاذ إجراءات قانونية ضد الخاطف ، مالم يطلب أحد الوالدين أو كلاهما فسخ الزواج...
يعرف عن عازف الناي أنه هادئ الطباع...و ما روي في الأسطورة التي ذكرتها آنفا لم يكن إلى قصة خيالية ، و المجرم الذي يختطف الأطفال يستحق عقوبة قاسية في اعتقادي لأنه استغل سذاجة و براءة الطفل للقيام بالجريمة...بقي فقط أن نتسائل : كم عازفا للناي يتواجد بمدننا و يترصد أطفالنا ؟؟؟

مسابقة البوبز... صوّت لقطعة الشكولاته قبل أن تذوب!!!

بحمد الله تعالى اختارت لجنة التحكيم مدونتي من بين المدونات المتأهلة للمرحلة النهائية في مسابقة البوبز (دوتشبه فيلي) وهي مرحلة تصويت الجمهور لمدة شهر من تاريخ اليوم 15/3/2010 وحتى تاريخ 14/4/2010 .. ولقد سعدت كثيرا كوني من ضمن قائمة أفضل المدونات العربية لعام 2010...

إذن حان وقت تصويتك لمدونتي، بما أنك تقرأ هذه الكلمات فأنت أحد قرائها، إذ سيستمر التصويت كما ذكرت لمدة شهر ابتداءً من اليوم ، وهنا أنا بحاجة لدعمك ومساندتك.. إن رأيت أن مدونة الجريمة والشكولاته تستحق تصويتك، فأرجو التصويت باتباع الخطوات التي سأعرضها عليك في الأسفل، كما أحسب أنك ستساعدني في نشر رابط هذه التدوينة ودعوة الآخرين للتصويت عبر الشبكات الاجتماعية كتويتر والفيس بوك والمجموعات البريدية والمدونات وغيرها من وسائل التواصل..

كيف تصوت لمدونتي؟

اضغط على هذا الرابط، وعندما تفتح لك صفحة التصويت اذهب إلى قائمة "أفضل مدونة عربية"، اختر من القائمة "المرشحون للمرحلة النهائية" التي على اليسار “الجريمة والشكولاته” ثم عندما تظهر لك بياناتها اضغط على الزر البنفسجي “صوّت لهذه المدونة“.

ثم اذهب إلى أسفل الصفحة واكتب اسمك وبريدك الالكتروني، وضع إشارة “صح” بجانب عبارة “لقد قمت بقراءة المكتوب بخط صغير“، ثم ضع الرمز الموجود في الصورة ، ثم اضغط على زر الإرسال.

إذا كان التصويت صحيحاً ستظهر لك عبارة تشكرك وتخبرك أن التصويت تم بنجاح، وإلا فمن المحتمل أنك لم تعلم على عبارة “لقد قمت بقراءة المكتوب بخط صغير“، أو أنك أدخلت رمز الصورة بطريقة خاطئ ...

أشكرك على وقتك ومساندتك ... وإن كنت مقتنعا بمضمون مدونتي فعليك أن تصوّت الآن!!! فتصويتك هو من سيحدث الفارق...

الوشاية الكاذبة...احذروا من ألسنة نيران العدالة !!!

هي جريمة تشبه جريمة القذف و إن كان بينهما أمور كثيرة مختلفة...تسمى الوشاية الكاذبة...و البعض يطلق عليها تسمية البلاغ الكاذب ، و جريمة الوشاية الكاذبة تعني قيام المجرم بتقديم بلاغ معين ضد شخص ما ، و اتهامه فيه بارتكاب ما يستحق العقوبة...سواءا كانت عقوبة تأديبية أو جزائية......كل هذا مع علم المجرم المسبق بكذب ما رواه......فهي مجرد مكيدة حبكها المجرم بعناية للإيقاع بشخص ما....
و لتحقق هذه الجريمة يشترط القانون أن يقوم المجرم بتبليغ سلطة إدارية أو قضائية بقصته !....فلا يعد إبلاغ امرأة لامرأة أخرى بأن زوجها يخونها وشاية كاذبة...و لا إخبار شاب لرجل ما......بأن إبنه يتاجر في الممنوعات وشاية أيضا...ففي هذه الحالات ينبغي تبليغ الشرطة لتكون كذالك ، كما يجب أن يكون البلاغ كاذبا فعلا...فلو صح في المثال السابق أن ضبطت الشرطة رجلا متزوجا يخون زوجته لقامت العدالة بمتابعته على أساس جريمة الزنا....و يصبح المبلغ هنا مواطنا صالحا في نظر العدالة...إن لم نقل بطلا !!!
و من هنا فعلى السلطة التي تلقت البلاغ التأكد من كذبه لاتهام المجرم بالوشاية الكاذبة...و إذا لم تتأكد فعليها أن تتمنى إعتراف المجرم بكذبه...و باعتبار الوشاية الكاذبة مجرد تصفية حسابات لتوريط الضحية...فيجب أن يقصد المجرم إلحاق الأذى بالضحية عند القيام بالتبليغ........فإذا لم يقصد ذالك فلا تتحقق الجريمة...و يمنح القاضي سلطة تقدير سوء النية من عدمه في العمل الذي قام به المبلغ ( المجرم )......و إن كنت ضد منح سلطة التقدير للقاضي ، لأن القضاة أنواع......و منهم من يشك حتى في أزرار بذلته......فكيف بالمتهم !!!........و قد يقول قائل : ماهو البديل إذا تخلينا عن حنكة القاضي في تفسير النوايا؟؟؟
أعتقد أن الحل بسيط ........إنه إضافة شرط آخرلتحقق الجريمة....و هو البحث في طبيعة العلاقة الموجودة بين الواشي و الضحية ....و على أساس هذا البحث نستنتج حسن نية المبلغ من عدمه..........لأن ترك التقدير بيد القاضي سيخيف الشخص العادي و يجعله يمتنع عن مساعدة العدالة..........خوفا من لسعات نيرانها فيفضل الصمت على المغامرة....و أية مغامرة؟؟؟
فجريمة الوشاية الكاذبة أشبه بشعلة من النار.......أحاطها شخص ما بكلتا يديه لكي لا تنطفئ......... فإذا بها تحرق يديه بألسنتها...فقد يكون دافع المبلغ هو مساعدة العدالة ، و لكن العدالة نفسها قد تجعله في مأزق.....و تورده الجحيم من حيث أراد لها الرفعة.............

الجريمة المستمرة و الجريمة الفورية...و للجريمة إيقاع أيضا !!!

منذ عصور.......قام رجال القانون بتقسيم الجرائم حسب السلوك الإجرامي المرتكب فيها.......أو ما يسمونه بالركن المادي للجريمة ، و من بين هذه التقسيمات...تقسيم يميزون فيه بين الجرائم المستمرة و الجرائم الفورية.........
و الجريمة الفورية هي التي تبدأ و تنتهي في وقت واحد مهما طال هذا الوقت ، أي أن المجرم يحقق هدفه من الجريمة في لحظة إرتكابها...فقتل شخص خنقا...جريمة فورية لأن المجرم قام بسلوك إجرامي بوضع يديه على رقبة الضحية النائم ...يستيقظ الضحية ! و يحاول مسك يدي المجرم ...يصارع الموت للحظات...ثم يموت...هنا تتحقق النتيجة الإجرامية ، و قد تستغرق الجريمة الفورية زمنا أطول...كسرقة محل تجاري....فيقوم المجرم رفقة شركائه في الجريمة بإفراغ المحل من السلع في جوف الليل ، و هذا قد يتطلب ساعتين أوأكثر...و لكن الجريمة تبقى فورية لأن المجرم حقق هدفه (سرقة المحل) قبل مغادرة المكان...فالجريمة الفورية أشبه ما تكون بدقة واحدة من دقات الساعة...أو بدقة واحدة من أي آلة إيقاعية...
أما الجريمة المستمرة...فهي الجريمة التي تستمر وقتا طويلا قبل اكتشافها (وهذا مجرد افتراض)...حيث لا يصل المجرم فيها لهدفه بمجرد القيام بأول سلوك إجرامي....و من هذه الجرائم...جريمة إخفاء المسروقات...و هي جريمة مستقلة عن السرقة ، فالمجرم الذي يخفي المسروقات مستمر في إخفائها ما لم تكشف الشرطة أمره....كما أن هناك صورة مشابهة للجريمة المستمرة تسمى الجريمة المتكررة...و هذه الأخيرة تتطلب تكرار النشاط الإجرامي ....كسرقة موظف في المصرف لجزء صغير من أرصدة الزبائن في كل مرة تضخ فيها أموال لهذه الأرصدة ....و الفرق بين الجريمة المستمرة و الجريمة المتكررة...هو أن النشاط الإجرامي يقع مرة واحدة في الجريمة المستمرة...و يدوم مفعوله إلى حين اكتشافه ، أما في الجريمة المتكررة...فيتكرر النشاط الإجرامي في كل مرة....و مع ذالك فهما وجهان لعملة واحدة ...و يعاملهما القانون معاملة واحدة.........و إذا أردت عزيزي القارئ إيجاد تشبيه مناسب للجريمة المستمرة فما عليك إلا أن تضع يدك على صدرك ....و تتحسس دقات قلبك...أو أي صوت بإيقاع مستمر.........كل ما هنالك أن توقف دقات القلب يعني وفاة الشخص ...أما اكتشاف الجريمة المستمرة فيعني دخول المجرم إلى السجن !!!