يقال أن القتل هو أول جريمة ارتكبت على وجه الأرض ، و رغم أن القتل جريمة لا يختلف اثنان على ضرورة تجريمها...إلا أن القانون اكتشف شكلا جديدا للجريمة مع بداية القرن العشرين...و سمي بالقتل الرحيم أو القتل بدافع الشفقة....
و أقدم قضية عثرت عليها كانت جريمة قام بها أحد رجال النيابة في فرنسا سنة ألف و تسع مئة و إثني عشر...حيث قتل هذا الأخير زوجته المصابة بشلل نصفي...و ادعى أنها كانت تعاني من آلام رهيبة فخلصها منها...أما في بلجيكا فقد قتل طبيب فتاة حديثة الولادة سنة ألف و تسع مئة وواحد وعشرين ، بحجة أنها كانت مشوهة لدرجة أنها كانت تشبه الأمساخ...و انهارت والدتها لما رأتها على تلك الصورة...
عمليا كانت أستراليا أول من صادق على إباحة القتل بدافع الشفقة سنة ألف و تسع مئة وخمس و تسعين...و تراجعت عن ذالك بعد سنتين...
كما وافقت بعض الدول على القيام بهذه العملية بشروط كموافقة المريض أو أهله......و اكتفت دول أخرى بتخفيف عقوبة القاتل بدافع الشفقة كإسبانيا و لبنان ...
ويستند المبيحون لهذه الجريمة ...إلى أن من يقوم بالقتل شخص رحيم....و ليس مجرما ...فهو يريد تخليص المريض من آلامه الحادة ، و التي يعاني منها بشكل مستمر .......أو حالة نفسية صعبة لكونه مشوها على الدوام ....
إن بواعث ارتكاب الجريمة لا تنفي صفة الجريمة عن الفعل ...و لو فتحنا هذا الباب لجاز ارتكاب الإجهاض للأم بحجة أنها فقيرة ولا تحتمل رؤية إبنها و هو يعاني الفقر ، و لجاز ارتكاب جرائم العرض بالنسبة للأعزب بحجة أن إرضاء رغباته الجنسية تمليه عليه إنسانيته....
و أخيرا أقول إن الكثير من المدافعين عن فكرة القتل بدافع الشفقة كانوا ممن نادى بضرورة التخلص من عقوبة الإعدام بحجة أن الإنسان لم يكن هو من منح الحياة للمجرم ....فكيف يسلبها منه؟؟؟؟
وهنا أقول ....من هو الذي منح الحياة للشخص الذي تريدون قتله إشفاقا؟؟؟