الوشاية الكاذبة...احذروا من ألسنة نيران العدالة !!!

هي جريمة تشبه جريمة القذف و إن كان بينهما أمور كثيرة مختلفة...تسمى الوشاية الكاذبة...و البعض يطلق عليها تسمية البلاغ الكاذب ، و جريمة الوشاية الكاذبة تعني قيام المجرم بتقديم بلاغ معين ضد شخص ما ، و اتهامه فيه بارتكاب ما يستحق العقوبة...سواءا كانت عقوبة تأديبية أو جزائية......كل هذا مع علم المجرم المسبق بكذب ما رواه......فهي مجرد مكيدة حبكها المجرم بعناية للإيقاع بشخص ما....
و لتحقق هذه الجريمة يشترط القانون أن يقوم المجرم بتبليغ سلطة إدارية أو قضائية بقصته !....فلا يعد إبلاغ امرأة لامرأة أخرى بأن زوجها يخونها وشاية كاذبة...و لا إخبار شاب لرجل ما......بأن إبنه يتاجر في الممنوعات وشاية أيضا...ففي هذه الحالات ينبغي تبليغ الشرطة لتكون كذالك ، كما يجب أن يكون البلاغ كاذبا فعلا...فلو صح في المثال السابق أن ضبطت الشرطة رجلا متزوجا يخون زوجته لقامت العدالة بمتابعته على أساس جريمة الزنا....و يصبح المبلغ هنا مواطنا صالحا في نظر العدالة...إن لم نقل بطلا !!!
و من هنا فعلى السلطة التي تلقت البلاغ التأكد من كذبه لاتهام المجرم بالوشاية الكاذبة...و إذا لم تتأكد فعليها أن تتمنى إعتراف المجرم بكذبه...و باعتبار الوشاية الكاذبة مجرد تصفية حسابات لتوريط الضحية...فيجب أن يقصد المجرم إلحاق الأذى بالضحية عند القيام بالتبليغ........فإذا لم يقصد ذالك فلا تتحقق الجريمة...و يمنح القاضي سلطة تقدير سوء النية من عدمه في العمل الذي قام به المبلغ ( المجرم )......و إن كنت ضد منح سلطة التقدير للقاضي ، لأن القضاة أنواع......و منهم من يشك حتى في أزرار بذلته......فكيف بالمتهم !!!........و قد يقول قائل : ماهو البديل إذا تخلينا عن حنكة القاضي في تفسير النوايا؟؟؟
أعتقد أن الحل بسيط ........إنه إضافة شرط آخرلتحقق الجريمة....و هو البحث في طبيعة العلاقة الموجودة بين الواشي و الضحية ....و على أساس هذا البحث نستنتج حسن نية المبلغ من عدمه..........لأن ترك التقدير بيد القاضي سيخيف الشخص العادي و يجعله يمتنع عن مساعدة العدالة..........خوفا من لسعات نيرانها فيفضل الصمت على المغامرة....و أية مغامرة؟؟؟
فجريمة الوشاية الكاذبة أشبه بشعلة من النار.......أحاطها شخص ما بكلتا يديه لكي لا تنطفئ......... فإذا بها تحرق يديه بألسنتها...فقد يكون دافع المبلغ هو مساعدة العدالة ، و لكن العدالة نفسها قد تجعله في مأزق.....و تورده الجحيم من حيث أراد لها الرفعة.............

0 التعليقات: