اختطاف الأطفال...و عودة عازفي الناي !!!

من بين أشهر القصص العالمية...قصة عازف الناي ، الذي استطاع بعزفه الرائع تخليص المدينة من الجرذان التي احتلتها بشكل رهيب...و لكن سكان المدينة تنكروا لجميله و رفضوا دفع أجرته...فقام بواسطة عزفه بنقل أطفالهم إلى وجهة غريبة بدافع الإنتقام...و اختفوا إلى الأبد
و أود أن أنوه في البداية بأنني اعتمدت على لفظ ( أطفال ) لتقريب المعنى...لأن القانون يطلق على غير البالغ لفظ ( قاصر) و ليس طفل...
و جريمة اختطاف الأطفال هي نقل الطفل عمدا من المكان الذي يتواجد فيه إلى مكان آخر...و قد يتواجد الصبية عادة في المنزل العائلي أو في المدرسة أو حتى الروضة ...أما إرادة الضحية فليست مهمة على الإطلاق...لأن الضحية قد تكون راضية برفقة المجرم ...كما قد تدعي الفتاة المخطوفة بأنها عشيقة المجرم !...و أنها هي من طلبت الهرب معه...كل هذا لا يمنع من قيام الجريمة ، أما عن المدة الزمنية التي يمكن من خلالها اعتبار الفعل اختطافا...فتختلف من قانون لآخر...فالفقه الفرنسي يقدرها بليلة واحدة !!!...و هي مدة غير مناسبة في نظري...لأن أسرة الضحية لا يمكنهم انتظار ليلة كاملة للإبلاغ عن اختطاف إبنهم أو إبنتهم...كما أن هذه المدة كافية لنقل الطفل لمسافة بعيدة فيتعذر إيجاده ، و هي كافية لقتله في مكان ما و دفنه ، و لا تقوم هذه الجريمة في فرنسا إذا كان المجرم غير متأكد من سن الضحية...و مثال ذالك إغواء شاب لفتاة و نقلها إلى مكان ريفي بعيد بموافقتها...معتقدا بأنها بالغة !!!
أما عن الأسباب التي تجعل المجرم يختطف صغار السن فقط...فلكل جريمة قصة خاصة ، فمن يقوم بإغواء الفتيات الصغيرات ...فعادة ما يكون عنينا أو شاذا جنسيا...كما قد يكون الإختطاف من أجل طلب الفدية...أو بهدف سرقة أعضاء بشرية...أو بهدف استخراج بعض الأعضاء و استخدامها في الشعوذة ...و ضعف بنية صغار السن و عدم مقاومتهم عامل مساعد للمجرم في عملية الإختطاف...
و هناك صورة من صور الجريمة لا تخلو من الرومانسية...و لقد أقرها القانون الجزائي على غير عادته ، و هي حالة زواج المخطوفة من خاطفها...فهنا لا يمكن اتخاذ إجراءات قانونية ضد الخاطف ، مالم يطلب أحد الوالدين أو كلاهما فسخ الزواج...
يعرف عن عازف الناي أنه هادئ الطباع...و ما روي في الأسطورة التي ذكرتها آنفا لم يكن إلى قصة خيالية ، و المجرم الذي يختطف الأطفال يستحق عقوبة قاسية في اعتقادي لأنه استغل سذاجة و براءة الطفل للقيام بالجريمة...بقي فقط أن نتسائل : كم عازفا للناي يتواجد بمدننا و يترصد أطفالنا ؟؟؟

7 التعليقات:

amin يقول...

بارك الله فيكم



تقبل تحياتي العطرة

محمود يقول...

السلام عليكم اخي يوسف
فعلا ان المجرم الذي يقوم بمثل هذا الفعل لابد ان يتصف بصفتين اساسيتين ان غاب احدهما لا يمكنه ان يقوم بمثل هذا النوع من الجرائم : البراءة والقسوة,وبالتالي يكون قد استعار براءة عازف الناي, وقسوة المجرم.
ادن فهذا المجرم دخيل على الطرفين وقد ارتكب بالاضافة الى جريمة الاختطاف جريمة السرقة الادبية والفكرية, فيجب ان تثأر منه ثلاثة اطراف: العدالة, وعازف الناي, والمجرم.
اما عن عدد عازفي الناي فهم كثر, ولكن يمكن الانقاص من عددهم بالتوقف عن سماع الموسيقى(نكتة)

الغاردينيا يقول...

يا سلااااااام يا اخي

أسلوب ساحر في الشرح

بتمنى يجي اليوم اللى أشوف فيه

كلياتنا بتوظف عقليات كعقليتك

حماك الله و حفظك من كل شر

وردا على سؤالك فاكيد في مليون واحد

بيعزف بناي ومش بيسحر بس الأطفال

حتى النساء والرجال يمكن وخصوص لو

بيحبوا سماع الناي ! لك أعذب تحية

في انتظار تدويناتك القادمة ^_^

يوسف يقول...

السلام عليكم
أخي العزيز / أمين
مرحبا بك.....
أشكرك على مرورك أخي الكريم
ودمت بألف خير
بارك الله فيك
أخي العزيز /محمود
سعيد جدا بمرورك أخي الكريم
...فعلا أخي العزيز...هناك نوع خاص من المجرمين ذوي الملامح البريئة و الهادئة
...و هذا الموضوع سأتناوله على شكل تدوينة في مقبل الأيام بحول الله
بارك الله فيك
أختي العزيزة / الغاردينيا
سعيد جدا بوجودك أختي الكريمة...أشكرك على كلماتك العذبة...و أرجوا أن تنال تدويناتي إعجابك دائما
بارك الله فيك

marrokia يقول...

السلام عليكم
جريمة أخرى بنكهة حلوة
اعتقد ان العديد من البلدان لا تحتسب الاختطاف الا بعد 24 ساعة وفق ظروف معينة
المدة طويلة نوعا ما حسب وجهة نظري البسيطة

سليم يقول...

كثر عازفي الناي في الجزائر مؤخرا إلى حد مخيف
ربما لأن جريمتهم يسهل التملص منها
ففي معظم الحالات ، انتهت بالقتل

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي العزيزة / مغربية
أشكرك على مرورك أختي الكريمة
...أنا من رأيك أختي الفاضلة... المدة طويلة جدا
أذكر بأنني تحدثت مع أحد أساتذتي حول هذا الموضوع بالذات...و لكن التبريرات التي يطلقها المدافعون عن هذه المدة الطويلة لم تقنعني إطلاقا
بارك الله فيك
أخي العزيز / سليم
أشكرك على مرورك أخي الكريم
أعتقد قسما كبيرا من المسؤلية في هذه الجريمة يتحملها رجال الشرطة ...في حالة تماطلهم في البحث عن الطفل المفقود.......
بارك الله فيك أخي الكريم