التحريض على الجريمة...منصف و إبتسام !!!

منصف طالب جامعي...حاول التودد إلى زميلته سارة ، و لكن سارة أبدت رفضها الصريح لشخصه !...بعد أيام إلتقى منصف بإبتسام و هي صديقة سارة الحميمة...و أخبرها بأن سارة وصفتها بأنها عاهرة...و أن عليها أن تنتقم لشرفها !...بحثت إبتسام عن سارة ولما وجدتها دفعتها بقوة...فاصتدمت سارة بقضيب حديدي...و أصيبت بجروح...
من البديهي اعتبار سارة ضحية وإبتسام مجرمة...و لكن ماهو الوصف الذي يمكن إطلاقه على منصف ؟؟؟...إنه المحرض على الجريمة
و التحريض على الجريمة هو دفع شخص ما لارتكابها...فالمحرض شيطان آدمي !!! ، و ينبغي أن يكون التحريض صريحا ، و أن يكون موجها إلى الشخص المراد تحريضه مباشرة...و للتحريض صور أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها ( منتهى الخسة و النذالة ) فقد يقوم المحرض بتحريض شخص مجنون...أو صبي صغير...و قد اختلفت القوانين الجزائية فمنها من يضع المحرض في مرتبة المجرم الحقيقي...و يعاقبه نفس العقوبة ، و منها من يعتبره شريكا في الجريمة فقط...أي أدنى منزلة من الفاعل الحقيقي لها...غير أني أعتقد أن معاملة المحرض كالفاعل الحقيقي للجريمة هو الأنسب ، لأن حماية المحرضين سيؤدي تدريجيا إلى وجود طبقة من المجرمين الأحرار ، و الذين يرتكبون الجرائم يوميا...دون أن نشعر بهم...فمنصف هنا مجرم يستحق نفس عقوبة إبتسام...مارأيك عزيزي القارئ ؟؟؟

10 التعليقات:

العابرة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

بارك الله فيك أخي الفاضل على هذه التدوينة المهمّة..

بالمناسبة، ما زلت أثني على أسلوبك في عرض الموضوع، فوفقك الله لكل خير :)

بالنسبة للحكاية أعلاه، فبصراحة أجد فيها منحى إضافي يجدر بنا التطرّق إليه..!

ابتسام " صديقة حميمة " لسارة .. أبهذه السهولة نستمع للغريب - نوعا ما - وتثور ثائرتنا دون التثبّت من الأمور؟؟؟

أيّا يكن الأسلوب الذي استخدمه الغريب لإقناعنا بالأمر، لا يجدر بنا نسيان " الخير" الذي عشناه مع " صديقتنا الحميمة" والحكم بتهوّر وظلم إنسان وإرتكاب جريمة!!

قال تعالى: ".. يا أيّها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظنّ إنّ بعض الظنّ إثم ولا تجسّسوا ولا يغتب بعضكم بعضا.. "

وكذلك أنوّه، إلى أنّه أيض ليس علينا الوثوق كليّا بكل الأطراف، ثقة عمياء.. لكن، هناك منطق، ولا يجدر بنا التسليم للغضب بل أمرنا بالحلم ساعة الغضب..!

صحيح جدا، أنّ بيننا شياطين إنس، وأنّ القانون يجدر به أن يحاكمهم ويعاقبهم عقابا شديدا، ولكن، يجب علينا أيضا أن نحاربهم، وأن نتمالك أنفسناونفكّر بمنطق وعقلانيّة وألا نفسح لهم السبيل لنشر الفساد :)

لا تحتاج كل كلمة وكل كذبة إلى جريمة، بل إلى رزانة وقدرة على تلقين الدرس للكاذب والشيطان الإنسي..!!

معذرة على الإطالة..

بارك الله فيك على المواضيع القيّمة والتي تعالج الكثير من الوقائع من حولنا..

وفقك الله أخي الفاضل :)

marrokia يقول...

اعتقد شخصيا ان المحرض يجب ان يعاقب كشريك في الجريمة ، لأن المجرم لو لم تكن له قابلية الاجرام لم استسلم للتحريض
سلاموووووو

سليم يقول...

ألا ترى هنا نوعا من التناقض ؟؟
فالقانون لا يحمي المغفلين ، و المجرم هنا مغفل لأنه رضخ للتحريض !
لكنني مبدئيا ، متفق مع إعتبار المحرض مجرما و محاكمته بنفس الحكم الواقع على مرتكب الجريمة

دندنة قيثارة الوجد يقول...

مدونة لها نكهة تجمع بين المرارة والحلاوة .. ورغم أن الضمير هو سيد الموقف فجله من لا يسهو

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي العزيزة / العابرة
أسعدني كثيرا مرورك أختي الفاضلة
...الصداقة...يختلف معناها باختلاف شخصيةالإنسان...و الطبع يلعب دورا كبيرا في تحديد ملامح الشخصية...فالشخص الطائش عادة ما يقوم بتصرفات قد تنفر غيره منه...لأنه غريب الأطوار و من الصعب توقع ردة فعله...أتفق معك أختي العابرة في أنه ليس علينا الوثوق بالكل ثقة عمياء...كلامك جواهر
حفظك الله من كل سوء...أشكرك على تعليقك المميز
بارك الله فيك
أختي العزيزة /مغربية
أشكرك على مرورك أختي الكريمة
...القانون الفرنسي يعتبر المحرض شريكا
أما القابلية للتحريض...فهذا يعتمد على ذكاء المحرض...فقد يستعمل طرقا ذكية للإيقاع بالشخص الذي يريد تحريضه كما أنه يختار الشخصية المناسبة لذالك ...شخص سريع الغضب...شخص طائش...شخص غبي...فالغبي ليس له قابلية للإجرام بقدر ما له قابلية لتصديق كل ما يقال له ( و لو كان إيجابيا )
أشكرك أختي الفاضلة على مشاركتك
بارك الله فيك
أخي العزيز / سليم
أشكرك على مرورك
...القانون لا يحمي المغفلين...الإعتراف سيد الأدلة...هي عبارات شائعة و لكنها خاطئة من الناحية القانونية...المغفل يعاقب كما يعاقب الشخص العادي...ينتفي العقاب إذا تخلف عنصر من عناصر المسؤلية الجزائية أي إذا تخلفت الأهلية...أو الخطأ من المجرم...و المغفل ليس فاقدا للأهلية
أشكرك جزيل الشكر على مشاركتك أخي الكريم
بارك الله فيك
أختي العزيزة/ صاحبةمدونةدندنة قيثارة الوجد
مرحبا بك...
أشكرك على مرورك
أرجوا أن تنال مواضيع مدونتي إعجابك
بارك الله فيك

الغاردينيا يقول...

لو كانت صديقة بجد كان ممكن تروح تعاتبها تقاطعها تلومها بس تدفعها
او تسبب بقتلها !
كليهما مشتركين بس الشاب له العقوبة الاكبر . لك اعذب تحية

هشام يقول...

في مواقف أخرى أ، معك ...لكن في هذا الموقف بالذات فعلى ذكرك صديفتها الحميمة فقد إرتبكت الآنسة جرمين الأول في حق الضحية الثاني في حق الصداقة كمبدأ .
لكن القضاء يعترف بالملموس وعليه فالمجرم يبقى مجرم لا غير...

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي العزيزة / الغاردينيا
أشكرك على مرورك أختي الكريمة
...أنا من رأيك ...و لكن تختلف طبائع البشر...تربيتهم...مزاجهم
و لقد استغل منصف طيش ابتسام و دفعها لارتكاب الجريمة...فاستحق العقوبة
بارك الله فيك
أخي العزيز / هشام
أشكرك على مرورك أخي الكريم
الأكيد أن القانون الجزائي صارم و هذا من بين أهم صفاته...معك حق... المجرم يبقى كذالك و لا تؤثر الظروف التي دفعته لارتكاب الجريمة على عقوبته
بارك الله فيك

نجاة يقول...

هذا السؤال الذي حاولت أغاثا كريستي الإجابة عليه في رواية "الستارة"
"الفتنة أشد من القتل"
أرى أن عقوبة المحرض يفترض أن تكون أقوى من عقوبة الفاعل..
جريمته أبشع!

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي العزيزة / نجاة
أشكرك على المرور أختي الكريمة
أنا معك في أن السلوك الذي يرتكبه المحرض أسوء من سلوك المجرم الذي ارتكب الفعل
و لكن عقابه بنفس عقوبة الفاعل الأصلي كاف من وجهة نظري البسيطة
لأننا لو عاقبناه بعقوبة أشد من عقوبة الفاعل الأصلي ستكثر هناك الدعاوى الكيدية و كمثال بسيط
أنا مجرم و يقبض علي...و يكون لدي خلاف مع شخص معين...سأقول أنه هو من حرضني على الجريمة مقابل مبلغ مالي و سيعاقب الشخص رغم أنه بريء
فاللمسألة أبعاد خطيرة
أشكرك على مناقشتك و إثرائك للموضوع
بارك الله فيك