المجسمات النسائية...جريمة لا يرتكبها إلا تاجر وقح !!!

لقد انتشرت في العشرية الأخيرة في بلداننا العربية مجسمات نسائية بلاستيكية يحاكي شكلها شكل المرأة إلى أبعد الحدود...لون بشرتها...شعرها المستعار...طولها...عينيها...، و الأسوء أن هذه المجسمات أصبحت توضع على واجهات العرض الأمامية للمحلات التجارية و تلبس ملابسا خليعة...و بعض التجار الذين اتخذوا من الوقاحة رداءا لهم يستعملون هذه المجسمات لعرض الملابس الداخلية للمرأة ...، و قد نشرت بعض الجرائد العربية مقالات استنكرت من خلالها هذا السلوك...و قد قرأت بعضا منها في جرائد إماراتية و مغربية و جزائرية و سعودية ...غير أني لم أجد ذكرا لهذه المجسمات في قوانين العقوبات العربية ، باستثناء لائحة تنظيمية أصدرتها إمارة الشارقة في دولة الإمارات العربية المتحدة سنة ألفين و ثمانية...وضعت فيها شروطا لاستخدام هذه المجسمات منها إزالة رأس المجسم و أن يكون غير مكتمل الملامح...و كان إصدار هذه اللائحة إستنادا إلى فتوى من اللجنة الدائمة للإفتاء بإمارة الشارقة...و قد يقول قائل : ما أنت هنا بمقام الواعظ الديني أو المصلح الإجتماعي !!!...كما أن مقدمتك المملة دليل على أن القانون لا يعاقب على عرض هذه المجسمات...و أجيبه بالقول : إن عرض هذه المجسمات بملابس خليعة يشكل في نظر قانون العقوبات جريمة معاقبا عليها...كما أن القانون الجزائي لم ينفصل عن المجتمع يوما...بل هو ملازم له...مراقب لكل جديد فيه...
إن هذا التاجر الوقح بعرضه لمجسمات نسائية مرتدية لملابس خليعة يكون قد ارتكب جريمة تسمى جريمة الإخلال بالأخلاق الحميدة...و هي جريمة موجودة في قانون العقوبات الفرنسي...الذي يعتبر مصدرا ماديا لمعظم قوانين العقوبات العربية...و تتحقق هذه الجريمة بعرض أو نشر أي مادة مهما كانت...يشكل عرضها أو نشرها إخلالا بالحياء...سواءا كانت صورة أو فيلما أو مجسما أو تمثالا...، و قد يتبادر إلى ذهن البعض السؤال التالي : مادام أن النص الذي يجرم هذا الفعل موجود في قوانين العقوبات العربية فلماذا كل هذا الإنفعال؟؟؟
المشكلة في اعتقادي تتمثل في أمرين اثنين :
الأمر الأول : هو أن المواد القانونية التي تتكلم عن جريمة الإخلال بالأخلاق الحميدة لم تتناول موضوع هذه المجسمات خاصة النسائية منها...أو على الأقل ذكرها و منع إستخدامها بصورة مسيئة...كأن تلبس هذه الدمى ملابس خليعة...
الأمر الثاني : هو أن الموضوع ذو بعد أخلاقي...لأن الحياء فطرة في الإنسان...فكيف لتاجر في بلاد عربية و إسلامية أن يعرض هذه الدمية بلباس خليع في واجهة محله التجاري؟؟؟
...و أخيرا...و قبل أن تكتحل عيوننا برؤية مادة قانونية في أي من قوانين العقوبات العربية...عليك أختي القارئة أن تكوني إيجابية...و تقاطعي مثل هذه المحلات التي يديرها...تجار جفت في وجوههم آخر قطرات الحياء

12 التعليقات:

أم الخلود يقول...

السلام عليكم ..

في اعتقادي أن هذا الأمر يدل على التقليد الأعمى للآخرين وبدون مراعاة تقاليد المجتمع وأخلاقه ودينه وقد أصبحت ظاهرة عامة وتكاد تكون طبيعية ومقبولة خاصة لدى الأنظمة التي لا تفرق معها هذه الأمور!!

غير معرف يقول...

الأمر ليس بالإيجابية فقط سيدي، بل بالإدراك والوعي لمبلغ هذه الإهانة المباشرة للأنثى، ومدى انحطاط منظار التاجر لها... وللأسف لم يعد هذا الاستغلال مقتصر على متعلقات النساء، بل امتدت اعلانياً إلى مختلف المواد التجارية..
أتمنى الإضاءة على الموضوع من هذه الزاوية أيضاً...
بارك الله بقلمك وسدده في قول الحق

مغربية يقول...

السلام عليكم يا صاحب الشوكولاطة
أول مرة أعلم بأن وجود مثل هاته الدمى ، يعاقب عليه القانون
شيء جميل جدا ،
لكن وجودها سار ضرورة ملحة من أجل عرض البضائع التجارية
وخصوصا في المحلات الكبرى
عالعموم
كنت هنا
سلامووووووو

Kontiki يقول...

مرحبا يوسف اسمح لى بالاختلاف معك قليلا
اعتقد انك تقصد ما نسمية بالمصرى بالمانيكان لعرض موديل ملابس ما الحقيقة هو منتشر بشدة منذ سنوات طويلة جدا هنا فى مصر ولا ارى فى تجريمة الا صورة اخرى من صور تعقيد حياتنا لاسباب تتعلق بالانثى ، جسد الانثى ،وجود الانثى فى ذاته الذى اصبح كما اراة مؤلما ومثيرا للرجال لدرجة لا تحتمل ! لا ارى ضررا للاخلاق الحميدة اذا تحلى بها الرجال اولا وتوقفوا عن النظر لكل ما ينتهى بتاء التانيث بنظرة شهوانية واصبح كل ما هو انثى يثير خيالهم ! حتى لو كان تمثال خشبى او بلاستيكى فى واجهه احد المحال !!!!!!!!!
اعتقد انه من الافضل بمثل هذا المنطق و ما يشبهه من فتاوى ان نعود من جديد الى عادة العرب قديما و قتل الفتيات عند مولدهن ( وهى الجرم الذى لم يختفى بعد تماما حتى الان ) فاعتقد هو الانسب لشخصية رجال العرب ! ولا عزاء لمن تولد انثى فى مجتمع عربى شرق اوسطى :(
تقبل مرورى يا اخى :)

معمر يقول...

@Kontiki
يوسف يقصد الدمى التي تحاكي شكل جسم المرأة تماما، والذي يظهر عليها مفاتن المرأة بتفاصيلها، وبالتالي فهي غير مقبولة من وجهة نظره ونظر الكثيرين..
المفاتن التي تحملها المرأة جعلها الله لتثير الرجل وهذا أمر بديهي، ولكن قولك بأن للرجال "نظرة شهوانية واصبح كل ما هو انثى يثير خيالهم! حتى لو كان تمثال خشبى او بلاستيكى فى واجهه احد المحال!" فهذا غير منطقي، ولو أخذنا على أن كلامك منطقي فإنه باستطاعتي مثلا أن أتخيل عمود الاضاءة المجاور لمنزلنا على أنه امرأة فاتنة.

إنترناتي يقول...

ما خفة العقل هذه أيها الأخوة ؟ تعترضون على دمية وتريدونها أن تستمع الفتوى وأن تتحجب وأن تصلي ؟
لقد سمعت كثيرا عن التخلف العربي ولكنني لم أكن أتخيل تخلفا بكل هذه الكثافة والعمق والتبصر ودقة الملاحظة في أمور تافهة. فيما العالم يدور والحياة تسير وانتم تناقشون التحريم على دمية والإتهام لبائع استخدم نموذجا دمية لعرض بعض النماذج لبضاعته . بالفعل إن هذا النوع من التفكير يسبب لي الإحباط والشعور بانه مازال أمام شعوبنا الكثير من الوقت لكي تستيقظ!

محامي خلع يقول...

ياقوم اتفق القانون والدين علي تجريم هذا الفعل واعتقد ان منظر دمي العرض مخجل في بعض الانواع من الملابس وان كان الهدف تسويقي فان حواء تعرف حاجتها فلا حاجه لاغوائها بدميه تلبس من غير هدوم كما قال الحبير عادل امام تقبلوني ودمتم

Kontiki يقول...

اتفق مع انتناتى
@ معمر
دمية مجسمة للمرأة وهى ليست امرأة على الاطلاق ما الداعى لتجريم فعل متعلق بنموذج خشبى او بلاستيكى الا اذا كان مجرد اثارتة لرجل لا يفكر الا بغريزتة !!
يا رجال العرب افيقوا يرحمكم الله توقفوا عن التفكير بشهوانية مطلقة فى كل ما ينتهى بتاء التأنيث .
ولمعرفتك يا سيد كما للرجل غريزة للمرأة ايضا وكما النساء فتنة فالرجال ايضا فلنرجم اذن الدمى فى محال الرجال لانها سببا للاثارة !!
توقفوا يرحمكم الله

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي العزيزة / أم الخلود
و عليك السلام و رحمة الله و بركاته
أشكرك على مرورك أختي الفاضلة
...أعتقد أن وظيفة القانون هي المعاقبة على الظواهر السلبية في المجتمع...لأن القانون هي الآلية الأكثر فاعلية لمعاقبة هؤلاء...
بارك الله فيك
أخي العزيز / غير معرف
أشكرك على مرورك أخي الفاضل
أعتقد بأن المسؤلية لا تقع على من يشرعون القوانين فقط بل على عوام الناس أيضا فمقاطعتك لمثل هذه المحلات و مقاطعتي لها...ستطنع الفارق بالتأكيد
تأكد بأني سأعود لمثل هذه المواضيع في تدويناتي المقبلة بحول الله
بارك الله فيك
أختي العزيزة / المغربية
 و عليك السلام و رحمة الله و بركاته
أنا لست ضد الدمى التي تستعمل لعرض الفساتين...شكل الدمية هو من يحدد صلاحيتها لذالك...هناك دمى لا تعدو أن تكون مجرد دمية لا تبدو فيها الملامح الأنثوية...مجرد قطعة بلاستيكية لا تظهر فيها شكل صدر المرأة و لا مفاتن جسمها
و هناك دما أخرى يخيل لمن يراها من بعيد بأنها امرأة حقيقية...كما أن التجار يستخدمون هذه الدمى المثيرة لعرض الملابس الداخلية للمرأة...هنا يغتصب الحياء و يشيع الفسق
بارك الله فيك أختي الكريمة

يوسف يقول...

أخي العزيز / kontiki
القانون هو من العلوم الإنسانية...و ما يميز هذه العلوم هو أنها لا تخضع لقواعد ثابتة...كما هو الحال في علم الرياضيات مثلا...و عليه فكل رأي هو محل اعتبار...
أما بالنسبة لتعليقك أخي العزيز :
أما فيما يخص انتشار هذه الدمى في بلداننا العربية و الإسلامية فهذا لا يعني بأن الأمر أصبح معروفا...أو عاديا...فهذا لا ينفي عنه التجريم...فالقتل مثلا واقع في كل زمان و مكان...فهل نبرئ القاتل بحجة كثرة القتل في البلاد التي يسكن فيها؟؟؟
ثم إنك قلت بأن تجريم هذا الفعل يعقد حياتنا...هل رؤية مجسم أنثوي عار أو بملابس داخلية نسائية يجعل من حياتك سهلة أخي الفاضل ؟؟؟؟ لا أعتقد ذالك لأن التاريخ علمنا بأن القبائل و الشعوب الضاربة في التخلف و البعيدة عن الحضارة...غالبا ما يكون أفرادها عراة و يتناسلون كما تتناسل البهائم
ثم لماذا نذكر بعضنا بوأد البنات كلما تحدثنا عن الفضيلة...ماهو وجه الشبه بين الوأد و عرض الملابس في المحلات التجارية بصورة لا تثير الغرائز؟؟؟
أتعتبر المحافظة على الحياء قتلا؟؟؟
مع أن الوأد جريمة...و قد كانت في عهد العرب قبل مجيئ الإسلام...إلا أن الإسلام هذب من أخلاق العرب...و لم نعد نتذكر الوأد إلا حين نذكر به...كما ذكرتني به الآن...الوأد عادة عربية سيئة و كان هناك الكثير من العادات العربية الحميدة في تلك الفترة...الكرم...الإيثار...نصرة المظلوم...لماذا لا تتذكرون إلا الوأد؟؟؟
تذكر أخي الفاضل بأننا مسلمون و على قوانينا أن تتشبع بالمبادئ الإسلامية
لقد لفت إنتباهي عبارة ( كل ما هو أنثى يثير خيالهم )...أنا شخصيا لا أتخيل شكل امرأة عندما أرى محفظة نسائية بلون وردي...كما لا أتخيل شكل المرأة عندما أرى عطورا نسائية داخل المحلات المخصصة لبيع العطور...
لما يذكر القانون الإثارة الجنسية فهو يعني بالإثارة الشخص العادي...فأنا لما أقول إن هذه الدمى بشكلها الذي ذكرت مثيرة فأنا أقصد الرجل العادي الذي يثار جنسيا و لا أقصد العنين أو من هو مصاب بالبرود الجنسي...أرجوا أن يشفي الله كل مريض
بارك الله فيك

السيد / إنترناتي
بداية يؤسفني أن تصف نفسك بالإنترناتي ...و هذا الوصف يصدق على شخص كثير الإطلاع واسع الثقافة...ملم بخبايا الشبكة العنكبوتية...و لكن !!!
بداية أرجو أن لا تتكلم عن الإسلام بما يسيئ إليه...و بتعليقك هذا...أنت تسخر من الدين الإسلامي...و هذا لا يمكن أن أسمح به في مدونتي المتواضعة...و مع هذا فسأجيبك:
سيدي نحن لم نطلب من الدمى أن تستمع للفتاوى...هذا من جهة لأن الدمى لا تسمع على حد علمي فإن كانت الدمى الموجودة حولك تسمع فأخبرني من باب الإستفادة...نحن كمسلمين نتناصح فيما بيننا...ثم من وجهة نظر قانونية القانون يتأثر بالبيئة التي يعيش فيها سكان الدولة...نحن مسلمون و على قوانيننا أن تتكيف مع الدين الإسلامي الذي هو دستور لحياة المسلمين
إذا كنت تسمي الحياء تخلفا فأنا متخلف !!!...يبدوا جليا سيدي بأنك متأثر بقشور التمدن...هناك مثل فرنسي يقول ( الإنسان بلا دين ( معتقد )...سيكون حتما بلا قانون )...لم أسمع بدولة متقدمة وصلت إلى أوج الحضارة...كان سكانها عراة...ثم إنك تتكلم عن التخلف العربي...هل تسمي العري تقدما؟؟؟
إذا أتيحت لك يوما فرصة الخروج من بلدك ( العربي ) إلى أي بلد أجنبي أوروبي...و كنت تفكر بهذه الطريقة...فأنا متأكد بأن أول بلد أوروبي ستطأه قدماك سيقوم بلفظك...
الشيء الوحيد الذي أتفق معك فيه هو أنه مازال أمام شعوبنا الكثير من الوقت لكي تستيقظ...لما نجد أشخاصا ينشدون العري من أجل التقدم...و آخرين يرون في الشذوذ الجنسي في بلداننا الإسلامية حرية شخصية...كيف لمثل هؤلاء أن يقدموا نقيرا أو قطميرا لقضياناالإسلامية الكبرى...على غرار فلسطين...
أرجوا أن لا تصاب بالإحباط بعد اليوم
أخي العزيز / معمر
أشكرك على مرورك أخي الفاضل
تأكد بأن للحديث صلة بإذن الله لأن الجرائم الجنسية من أوسع موضوعات الجرائم...كما أعتقد بأنها لم تأخذ نصيبها من البحث العلمي
بارك الله فيك
أخي العزيز / محامي خلع
مرحبا بك
أشكرك على مرورك أخي الكريم
أرجو أن يجعلك الله لسانا للحق دائما
كما أرجو أن تعجبك مواضيع مدونتي المتواضعة
بارك الله فيك

عبير أكوام يقول...

السلام عليكم،
تفاجأت بمقالتك هذه،
الظاهرة التي تحكي عنها عادت بنظر الجميع إلا من رحم ربي ظاهرة عادية جدا وان انتقدت أحدهم كنت أنت المعقد المسيء بالأخلاق..
التغيير سهل ولكن التغير هو الصعب
في أمان الله

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي العزيزة / صاحبة مدونة أكوام عبير
مرحبا بك
أشكرك جزيل الشكر على مرورك الكريم
أما عن موضوع التدوينة...فإني أعتقد بأن المهم هو قول الحقيقة...بكل ما تحمله...رغم أن الكثيرين يرفضون الضياء...إلا أن الحق أحق أن يقال
بارك الله فيك