قاضي التحقيق و المخرج السينمائي....جناس كامل

بداية أتوجه بالشكر إلى كل من سأل عني خلال فترة غيابي...و الذي كان بسبب ظروف لم يكن لي قبل بدفعها...سأواصل التدوين بحول الله بالوتيرة التي كنت عليها سابقا...بمعدل تدوينة كل نهاية أسبوع...و لقد جاءت هذه التدوينة لإعلان عودتي...
قد يبدو ما سأكتبه غريبا بعض الشيءللوهلة الأولى و لكن ستتضح الفكرة شيئا فشيئا...فأول ما سيتبادر إلى ذهنك عزيزي القارئ هو العلاقة التي قد تربط قاضي التحقيق مع المخرج السينمائي؟؟؟ فالمخرج هو فنان يقرأ القصة بعمق يفهم أبعادها و يجسدها من خلال اختيار الممثلين و إعطاء كل منهم الدور الذي يناسبه ، أما قاضي التحقيق فدوره يكمن في التحقيق في جريمة ما للوصول إلى الحقيقة القضائية...من ارتكب الجريمة؟؟؟
و من بين أوجه التشابه التي يمكن استنتاجها من عمل كليهما أن كلا منهما ينبغي له أن يكون متفاعلا مع ما يتوصل إليه ، فالتفاعل الذي يكون بين المخرج و القصة هو الذي يساعد الممثل على فهم الدور فينعكس ذلك إيجابا على العمل...أما تفاعل قاضي التحقيق مع قضيته فيدفعه إلى استغلال كل دليل وقع بين يديه...بصمة...شعرة...خيط...أي دليل مهما كان حجمه يساعد في الإقتراب من هوية المجرم.
ثم إن كلا منهما لابد له من أن يكون واسع الخيال...فالمخرج يطير بخياله إلى زمان و مكان وقوع القصة...يحاكي بنايات المكان...سلوكات سكانه...عاداتهم...أسلوب حياتهم ، و سعة الخيال سمة من السمات التي على قاضي التحقيق الإتصاف بها ، و على هذا فمن الصلاحيات التي خولها القانون لقاضي التحقيق إجراء يسمى إعادة تمثيل الجريمة...حيث ينتقل قاضي التحقيق لمكان وقوع الجريمة رفقة المجرم و الشرطة و الشهود...و يطلب منهم إعادة تمثيل الجريمة...و إن كان الضحية ميتا طلب القاضي من أحد رجال الشرطة القيام بدوره...كل هذا ليجتمع المشهد كاملا في ذهن قاضي التحقيق...و أيضا لكي يتذكر من عايش الجريمة بعض تفاصيلها التي قد تنسى من هول المفاجئة.
و أضيف...إن المخرج الذكي هو من يسند دور البطولة للممثل المناسب الذي يتمتع بالخبرة و الكفاءة ، لأن الدور الأساسي في أي عمل هو من يحدد مصيره و لهذا فتوزيع الأدوار عملية صعبة بالنسبة إلى أي مخرج تقتضي معرفة كاملة بإمكانيات كل ممثل و خبرته...و لكن قاضي التحقيق لم يختر المجرم و لا الشهود و لا الضحايا...و هنا يظهر ذكاء قاضي التحقيق من خلال الإستجواب الأول لكل منهم ...فمن خلال اللقاء الأول بهم يدرك القاضي من منهم سيوصله إلى كبد الحقيقة...قد يكون المتهم نفسه...كما قد يكون أحد الشهود...و عليه أن يقوم باستجوابهم بكثير من الحيطة و الحذر و عليه أقول أن قاضي التحقيق و المخرج السينمائي كالجناس الكامل...فأمام اختلاف إسمهما و وظيفة كل منهما...إلا أن الصفات التي يجب أن تتوفر فيهما واحدة...بيد أن سعادة المخرج تكمن في أن يلقى عمله النجاح...أماسعادة قاضي التحقيق فهي في فك طلاسم الجريمة و الوصول للفاعل الحقيقي......دمتم بخير

3 التعليقات:

مغربية يقول...

أهلا بعودة صاحب الشوكولاتة

sharifaarts يقول...

اهلا بك

منتظرين تدويناتك

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي الفاضلة / سناء
أشكرك جزيل الشكر على السؤال في فترة غيابي...مرورك بمدونتي يشعرني بالثقة
أرجو أن تشكل كتاباتي القانونية إضافة و لو بسيطة في عالم التدوين العربي
سعيد انا جدا بتعليقاتك اختي الكريمة
بارك الله فيك
أختي الكريمة / حافية القدمين
أشكرك على مرورك
أرجو ان تكون المواضيع التي أختارها مفيدة للقارئ
كما أرجو ان لا تترددي اختي الكريمة في إبداء اي ملاحظة أو اقتراح ترينه مناسبا
بارك الله فيك