الدبلوماسيون...ذئاب شرسة بثوب غزلان وديعة !

يرجع أصل كلمة الدبلوماسية إلى كلمة (DIPLOMA )...و هي كلمة يونانية تعني الطي أو اللف...ثم أطلقت في العهد الروماني على كل ما يطوى من الأوراق الرسمية كتراخيص الخروج من الدولة أو ما يتعلق بالعبور داخل قطرها ، كما شاع استخدامها أيضا للدلالة على الوثائق الصادرة من الجهات العليا في الدولة....و أحببت من خلال هذه التدوينة أن أركز على شخص الدبلوماسي...ذالك المفاوض الذي يظهر ببدلات غاية في الأناقة تختار بدقة متناهية و ربطات عنق ذات دلالات معينة حسب المناسبة التي يظهر فيها هذا الدبلوماسي...يختار الدبلوماسيون عادة بناءا على شروط معينة و يشترط في الدبلوماسيات الجمال...إن لم نقل الفتنة ( لأسباب سأذكرها )...أما الرجال فلابد من قدر من الوسامة ، كما يشترط في الجنسين معا...مستوى علمي معين ،الذكاء ، التحكم في اللغات الأجنبية ، سعة الإطلاع و الثقافة الواسعة ، كما يختار لدخول المرحلة النهائية من الإمتحان الأشخاص الأكثر هدوءا و رصانة...يخضع الدبلوماسيون لتكوين خاص يدعمون فيه مكتسباتهم اللغوية...يتعلمون فيه أيضا البروتوكولات الواجب اتباعها خلال نشاطاتهم الرسمية مع نظرائهم الأجانب و كذا قواعد المجاملات ، كما يدرسون كل ما يتعلق بالقانون الدولي و السياسة الخارجية ، و الإقتصاد...
غير أنه ما يعاب على الدبلوماسي في اعتقادي هو أن إجرامه الخفي يمارس بحماية من الدولة التي تستقبله ( مراعاة لسياسة التعامل بالمثل ) أحيانا...و بمباركة من المجتمع الدولي الذي تعارف على هذه التقاليد البالية !!!
لنبدأ...تشكل مهنة الدبلوماسي النشاط الأكثر ملائمة لاختيار الجواسيس...الدبلوماسي جاسوس لا يشق له غبار ، و المعروف لدى الخاص و العام أن المقرات الدبلوماسية تعرف كل صغيرة و كبيرة عن البلد الذي تتواجد فيه ، كما أنها ترسل تقارير دورية تتضمن معلومات سرية عن هذا البلد...و لن يحتاج الأمر لرسائل مشفرة أو غيرها...لأن إتفاقية فينا للعلاقات الدبلوماسية و التي أبرمت سنة 1961 نصت في مادتها الرابعة و العشرين على أن وثائق البعثات الدبلوماسية و محفوظاتها مصونة دائما أينما وجدت فالحقيبة الدبلوماسية ذات حرمة خاصة و لا تفتش أبدا عند دخولها أو خروجها و لا يجوز فتحها أو حجزها حسب المادة السابعة و العشرين من نفس الإتفاقية...و لا داعي للتسائل حول المصادر التي تؤمن للدبلوماسي معلومات دقيقة و مؤكدة من الدولة الأجنبية لأن هذا الدبلوماسي قد يكون عسكريا متمرسا...أو اقتصاديا محترفا ، و هؤلاء يعرفون الطريقة المناسبة التي تمكنهم من الحصول على ما يريدون !!!...و المتآمرون كثر...و هنا تظهر أهمية الدبلوماسية الحسناء! و الدبلوماسي الوسيم !
إن جريمة التجسس.... معاقب عليها في التشريعات العقابية الداخلية في الدولة ، ذالك أن الجاسوس هو شخص أجنبي...و قد يكون هذا الأجنبي دبلوماسيا كما سبق بيانه........كما لا يستبعد أن يقوم الدبلوماسي بالتآمر على مصالح بلده في دولة أجنبية و هنا تتشكل أركان الجريمة الثانية و هي الخيانة...الخائن بالنسبة لدولته الأم.......أما الجاسوس فبالنظر للدولة التي يضبط فيها.......
ما كنت أريد قوله من خلال هذه التدوينة القصيرة نسبيا هو أن الدبلوماسي ليس بنقاء و بياض قميصه دائما...و إن كنت قد تعمدت عدم ذكر تفاصيل جريمتي الخيانة و التجسس و أركان كل منهما فذالك راجع لاختلاف التشريعات العربية في ذالك... خاصة في الأفعال المكونة للركن المادي للجريمتين.....
و أخيرا.....لم أستطع مقاومة طرح السؤال التالي : هل تريد أن تكون دبلوماسيا ؟؟؟

5 التعليقات:

مغربية يقول...

السؤال هو : هل أنت ديبلوماسي؟
شخصيا، لست ديبلوماسية ولا أريد أن أكون كذلك، اذا كانت الديبلوماسية هي ما تحدثت عليه في كتابتك يا صاحب الشوكولاتة

نريد مستقبلا، موضوعا حول التجسس والخيانة
ربما قد يفيدنا ولو قليلا
سلامي لسيد الشوكولاطة

باسم يقول...

فضح ويكيليكس الدبلوماسيين ودورهم المشروح هنا، و ها أنت تفضح بهذه التدوينة المفيدة بعض خبايا الدبلوماسية، استفدت حقا من تدوينتك هذه فأردت ترك تعليق شاكرا لجهدك.
بخصوص سؤالك، أجيبك إن كنت توفر لي منصبا مماثلا :)

أمال يقول...

ولا أنا أيضا أرغب في ديبلوماسية تشبه هاته..
معلومات مفيدة، شكرا لك..

هذه أول زيارة لمدونتك، وأراها تستحق المتابعة حقا..

تحياتي لك أخي وبالتوفيق :)

مدونة العرب لأخبار الويب يقول...

تعجبني هذه المقالات روعة صراحة شكرا

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي الفاضلة / مغربية
بداية أشكرك على مرورك المميز...طلباتك أوامر أختي سناء...وسأقوم يتحضير موضوع حول جريمتي الخيانة و التجسس في مقبل الأيام بحول الله
بارك الله فيك
أخي الفاضل / باسم
أشكرك على مرورك أخي الكريم
...إذا كنت تريد فعلا ولوج عالم الدبلوماسية ما عليك إلا أن تشارك في المسابقة التي تنظم سنويا على ما أعتقد ...إتصل بوزارة الخارجية للحصول على الملف الذي ينبغي تكوينه...حظا موفقا
أختي الفاضلة / أمال
مرحبا بك أختي الكريمة في المدونة...أرجو أن تنال تدويناتي إعجابك دائما
بارك الله فيك
إلى المسؤول عن / مدونة العرب لأخبار الويب
أشكر لك مرورك....كما أرجو أن تعجبك التدوينات المنشورة ههنا دوما