بداية أعتذر عن عدم نشر تدوينة الأسبوع الماضي كوني كنت مسافرا خلال تلك الفترة...أما تدوينة اليوم فلا تخلو من الطرافة ، حيث وقعت عيناي على كتاب مميز جدا لعملاق من عمالقة القانون الجزائي هو الدكتور رمسيس بهنام...و قد كان الكتاب بعنوان علم النفس القضائي ، حيث أفرد الدكتور جزءا من الكتاب لدراسة شخصية المحاميات ليخلص في الأخير بأن المحامية تصلح للدفاع في القضايا المدنية و لكنها لا تصلح لتلك المهمة في القضايا الجزائية عموما مستندا في ذالك على جملة من الأسباب نوردها تباعا...يرى الدكتور أن مرافعة المحامي في المادة الجزائية لابد أن يصاحبها ترافع على القدمين...و يقصد بذالك الحركات التي يقوم بها المحامي و هو يرافع في قضية ما بحيث يحاول الإرتفاع إلى ما يعلو قامته مستندا في ذالك على أخمس قدميه !...و هنا يقول الدكتور بأن المحامية لا تقوى على القيام بهذه الحركة على الأرجح باعتبار أنها متعبة حتى بالنسبة للرجال...ثم إن المحامية في نظره لن تحتمل الإنفعالات التي يتسم بها المتهمون عادة فهي رقيقة الحاشية...و يواصل الدكتور جملة انتقاداته ليصف المحامية بأنها ضعيفة من حيث الإستنتاج و الإستخلاص فهي لا تتوصل للحل المناسب لنقص في ملكتها العقلية !
ثم ينتقل الدكتور لعلاقة المحامية بزملائها المحامين...فيرى من جملة ما يراه بأن مهنة المحاماة تتطلب صراعا بين المحامين ، و هذا الصراع لن تصمد فيه المرأة طويلا إذا ما قارناها بالرجل...أما من حيث الخطابة فقد لاحظ الدكتور رمسيس بهنام بأن القدرة الخطابية للمرأة ضعيفة ...كما أن حيائها لن يسمح لها في الكثير من الأحيان بالمرافعة بحرية في القضايا الجنسية ، كما يتحفظ الدكتور على مسألة ذهاب المحاميات للمؤسسات العقابية لأنه غالبا ما يقلل المتهم من احترامه لهن قولا و فعلا !...هذا و يبرر الدكتور اختيار المتهمين أو عائلاتهم للمحاميات دون المحامين لكونهن يتمتعن بجاذبية خاصة .....
لا أريد أن يفهم مما سأكتب ههنا بأنني أقف موقف المنتقد لما قاله الدكتور رمسيس بهنام...فأنا لا أقصد هذا...كما أنني لا أعدو أن أكون قطرة في بحر هذا العملاق...غير أنني سأحاول معالجة المسألة بمنطق محايد لأنني لم أمارس مهنة المحاماة قط في حياتي...كما أن ما أكتبه مجرد رأي فقط...و أرحب برأيك عزيزي القارئ لأنه سيشكل إضافة للتدوينة...فأما عن الحركة فأعتقد بأن المسألة تعتمد على رشاقة المحامي أو المحامية و قد شاهدت من المحامين الرجال من لا يقوى على حمل نفسه من شدة البدانة!!! بل ويفتح الملف الذي بين يديه بصعوبة بالغة...و المحامي البدين غالبا ما يميل للإختصار في مرافعاته...كما أن هناك من المحاميات الرشيقات من تستطيع التحرك بسهولة بالغة...كما تنتعل بعض المحاميات حذاءا بكعب عال لا لشيء سوى للفت انتباه المتقاضين لوصولها...من خلال صوت خطواتها الخمسة أو الستة بين باب قاعة الجلسات و المكان المخصص للمرافعة !
أما عن الصراع الذي ينشب عادة خلال المناقشة بين المحامين ...فقد رأيت مرارا محاميات سليطات اللسان لا يتوقفن عن الكلام حتى بعد أن يوجه لهن القاضي ملاحظة بخصوص ذالك...أما الحياء فهذا متوقف على شخصية المحامية بحد ذاتها...لأن المحامي حر نسبيا في اختيار القضايا التي يرافع فيها فإن كانت المحامية قد اختارت التأسس في حق ضحية جريمة اغتصاب أو هتك عرض أو متهم بهذه الجرائم فعليها أن تتحمل مسؤلية ذالك...أعني أنها ملزمة بأن تعطي الملف حقه من الدراسة ثم تستميت في الدفاع عن من تأسست في حقه خلال المرافعة ، أما من حيث ملكاتها العقلية فإن اختلاف طريقة التفكير بين الرجل و المرأة مسلم بها علميا...و لكن رجاحة العقل صفة قد يتحلى بها الرجال كما قد تتصف بها النساء...كما أن الحمق قديم في الرجال و النساء...و كذالك الذكاء !...و عن التحرش بالمحاميات أقول أن هذا ينصب في باب مخاطر المهنة...و لن تكون المحامية في مأمن من ذالك و هي تتناول القضايا المدنية خارج المؤسسة العقابية...كما لن تكون في مأمن و هي تمشي في الشارع ! لأن المسألة متوقفة على درجة أخلاق المجتمع الذي تعيش فيه....
...أما ما لاحظته شخصيا عن بعض المحاميات فهو أنهن الأكثر طلبا للإنابة من زملائهن أو زميلاتهن في الجلسات...لأنهن كثيرات الغياب !
كما أنهن يطلبن تأجيل الجلسة أكثر من المحامين...أما ملاحظتي الأخيرة هي أن بعض المحاميات يستعملن تأثيرهن الأنثوي من خلال الإستعمال المفرط لمواد التجميل و العطور مع التلاعب بطبقات صوتهن للتأثير على القضاة أو حتى المحامين في بعض الأحيان...حيث يفقد القاضي التركيز و قد ينقاد وراء مرافعة هذه المحامية رغم أن مرافعتها لا تستند إلى القانون في شيء !