قصة المحامي و جبته السوداء...مقبلات بنكهة المحاماة

بداية أتوجه باعتذار لجميع القراء بسبب عدم تدويني الأسبوع الماضي ، وكان ذالك لظروف خاصة جدا فعذرا.
لقد عرفت اليونان قديما نظام المحاماة، وكان للمتهم الخيار إما أن يدافع عن نفسه أو يتولى أحد أقاربه أو أصدقائه ذالك ، و إما يلجأ لمحام محترف ...وكان المحامي آنذاك رجلا يجيد فن الخطابة وعلى دراية بقوانين المدينة التي يدافع فيها عن موكله، ومن أشهر المحامين في آثينا (ليزياس)...و قد عرض على الفيلسوف سقراط خدماته في الدفاع ، ولكن هذا الأخير رفض، وكانت مدة الدفاع تقاس بواسطة الساعة المائية، أما النظام الروماني فكان أول من حدد أتعاب المحامي ( في عهد الإمبراطور كلوديوس)، فقد كان المحامي قبل ذالك يعمل على سبيل التطوع وفي أحسن الأحوال يتلقى هدايا بسيطة.
أما جبة المحامي السوداء...فلها هي الأخرى قصة، حيث أن اختيار اللون الأسود كان في العهد الكنسي في أوروبا، و من حيث التصميم قد تلاحظ عزيزي القارئ أن هناك شريطا من القماش الأسود يتدلى على صدر المحامي وعند نهايته قطعة بيضاء، و شريطين بنفس التصميم تتدليان إلى ظهره فما سر ذالك؟
يعتقد البعض أن القطعتين الخلفيتين كانتا تستعملان كجيوب يضع فيها الزبون قطعا نقدية كهدية للمحامي الذي يجيد الدفاع ...
غير أن هذا مجرد افتراض، غير أن الأكيد أن لهذا التصميم علاقة بفلسفة المحاماة عموما ...فشريط القماش الأسود الذي ينتهي بقطعة بيضاء و يكون على صدر المحامي يرمز إلى الحقيقة التي توصل إليها المحامي بعد اطلاعه على ملف موكله...فالبياض يرمز للحقيقة
أما الشريطين اللذين يتدليان إلى منطقة الظهر فيرمزان إلى الحقائق التي لا يعرفها المحامي و التي على العدالة كشفها.
أما حاليا...فيعمل المحامي جاهدا لإقناع موكله بأنه على دراية بكل خيوط القضية، بل و يتوقع الحكم الذي سيصدره القاضي و كأنه من أهل مشورته...و لك عزيزي القارئ أن تصدر حكمك على هذا المحامي

4 التعليقات:

العابرة يقول...

مقال جميل ..

وفقك الله أخي..

بالنسبة للمحامي اليوم.. فللأسف أول شيء يدرّس له هو فن الكذب والزور والإصرار على الشيء أيا كان باطلا أو حقا.. ولا توجد مخافة الله عندهم إلا من رحم ربي.. وهي قلة قليلة لكنها ليست منعدمة والحمد لله..

عندي اقتراح: أضف صورة للموضوع.. جرّب لمرّة واحدة واحكم ^^

بارك الله فيك
وفقك الله

أفلاطونية يقول...

بالرغم إني دارسة قانون ، إلا إن ماتطرحه هو جديد علي بالفعل ماشاء الله عليكـ ، طيب السؤال شو سبب لبس الباروكة -الشعر المستعار الأبيض لدى بعض القضاة الأوروبين وبعض المحامين في أوروبا سبقاً وحاليا لبعض الدول؟

عيبتني فكرة عابرة بوضع ولو صورة واحدة في كل تدوينة هذا يضيف نوع من الحيوية للموضوع !

Amna يقول...

موضوع جميل جدا
ما شاء الله انتقاءاتك ذكية جدا أخي يوسف
أتمنى لك التوفيق
لابد لهذه السلسلة من إصدار في المستقبل :)
دم بخير

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي العزيزة /العابرة
أسعدني مرورك جدا...اما فيما يخص إضافة صور للموضوع فذالك كان عن قصد...و لكني سأفكر في الأمر مستقبلا...أشكرك جزيل الشكر على تعليقك المميز
أختي العزيزة/ آمنة
بداية أشكرك على دعمك و تشجيعك المتواصل...أرجوا أن تنال اختياراتي إعجابك دائما...
أختي العزيزة/ أفلاطونية
أشكرك على مرورك...
رغم أن الشعر المستعار الأبيض يسخدم في الكثير من الدول الأوروبية حاليا إلا أن استخدامه يعود في الأصل إلى النظام القضائي البريطاني حيث كان المحامي
barrister يضع هذه البروكة للدلالة على أقدميته في المهنة، فتكون بيضاء في سنواته الأولى ثم يصبح لونها رماديا مع مرور الوقت، و بعد10 سنوات يكسب المحامي البريطاني لقب مستشار الملك ، و يتميز النظام البريطاني بأنه يفرض على المحامي بالإضافة لدراسته الجامعية لكي ينظم لمهنة المحاماة أن يتردد لمدة عامين على 4 نوادي بلندن تسمى
ins of court ، و يقيم فيها المرشحين للقضاء و للمحاماة معا ...يتناقشون و يتناولون الطعام سويا، كما يتعلمون تطبيق القانون بطريقة عملية...و توضع تحت تصرفهم مكتبات جد ثرية بالكتب القانونية...
لقد كان سؤالك أختي العزيزة في منتهى الأهمية وسعدت جدابالإجابة عليه