الدفاع الشرعي...انتظرني لحظة ! سأجلب سكين الخضار !!!

كثيرا ما يفاجئ المجرم ضحاياه...غير أن موضوعنا سيكون حول حالة معكوسة...الضحية فيها...هو من يفاجئ المجرم غالبا، و تسمى بحالة الدفاع الشرعي ، فالأصل أن القانون لا يجيز للشخص الإقتصاص لنفسه بنفسه...غير أنه إذا توفرت بعض الشروط جاز للشخص دفع الإعتداء عن نفسه...حتى و لو كان في ذالك إلحاق الأذى بالمجرم...هنا لا تكون الجريمة جريمة ...و لا الضحية مجرما...بل مدافعا عن نفسه ! ، و لكي يمنح القانون هذه الرخصة ...يشترط أن يكون الإعتداء قد وقع فعلا أو على وشك الوقوع...و كمثال لوقوعه فعلا قيام شاب بإشهار سلاحه في وجه فتاة...و تهديدها باستعمال السلاح إذا لم تقم بتلبية رغباته الجنسية....أما عن الإعتداء الذي يكون وشيك الوقوع....فكقيام شخص بمرافقة مجموعة من الشباب في رحلة بحرية على زورق...و يتكشف صدفة أن هؤلاء يبيتون قتله و إلقاءه في البحر...عند الوصول إلى مسافة معينة...فالإعتداء وشيك...و لكنه سيقع حتما !
كما ينبغي أن يكون هذا الإعتداء غير قانوني بالمرة.........فتقييد الشرطي للمجرم عند القبض عليه...أمر عادي و قانوني...و لا يبيح للمجرم ضرب الشرطي بحجة الدفاع الشرعي...
أما الضحية...فليس حرا في الدفاع عن نفسه و عرضه و ماله...بل رسم له القانون حدين لا يجوز له تجاوزهما...الأول منطقي جدا...وهو أن يكون دفاعه عن نفسه متزامنا مع الإعتداء عليه...فضرب الفتاة للمجرم يجب أن يكون في اللحظة التي حاول فيها هذا الأخير اغتصابها و ليس بعد ظهور علامات الحمل !!!...هنا لا يكون دفاعا شرعيا...بل إنتقاما ! أو مجرد سلوك للتعبير عن تأنيب الضمير...أو ما شابه
كما أن على الضحية اختيار الأسلوب المناسب للرد ....بشكل لا يكون فيه الرد أخطر من الإعتداء نفسه....و هو شرط مثير للسخرية في نظري !!!...فكيف لشخص رأى مجرما داخل منزله و هو يحمل شيئا ما...أن يختار الوسيلة التي يدافع بها عن نفسه و عائلته؟؟؟
فليس لديه الوقت الكافي للتفكير...كما أنه لا يستطيع معرفة ما لدى المجرم من أسلحة...هل يقوم بالدردشة مع المجرم و الإستفسار.... على نحو ماذا لديك من أسلحة؟؟؟...فيجيب المجرم : سكين !!!...فيقول الضحية : انتظرني لحظة !...سأجلب سكين الخضار...و الأسوء هو أن القاضي هو من يحدد ما إذا كان الدفاع مناسبا أم لا....و هنا أتسائل و لك عزيزي القارئ أن تجيب : هل شارك القاضي الضحية في تلك اللحظات العصيبة ...حتى يكون له الحكم على الواقعة؟؟؟...في انتظار موضوع آخر تقبلو مني أسمى التحيات....
...لقد قام الأخ الفاضل المدون محمد ساحلي بنشر حوار أجريته مع المدون و الأخ الكريم معمر عامر...تستطيع عزيزي القارئ الإطلاع عليه عبر الرابط التالي : http://miolog.com/interviews/cr-chocolate

8 التعليقات:

فراديس الرواة يقول...

كم شخصا دافع عن نفسه وظلم بحجة الدفاع.. لا أعتقد أن قانونا وجد يستطيع حل هذه المشكلة.

تخيل أنني أتيت لضربك وكنت أنا المبادر بالخطأ.. ثم انهلت عليك باللكمات ثم قمت بعد عدة لكمات بالرد علي حتى ألقيت بي أرضا.

هنا سيتقص القانون من الإثنين، رغم أن أنك كنت في حالة دفاع عن النفس.

أتمنى أن أسمع رأيك القانوني بخضوص هذه القضية.. ودمت مبدعا.

marrokia يقول...

جرائم الدفاع عن النفس كثيرة ، وتبقى في أحيان عديدة ذات أسباب غير محددة وصعبة الفهم
شكرا على الشرح المفصل
سلاموووو

bossleader يقول...

فعلا فنحن بحاجة الى معرفة هذه الاحكام
لكن في رأيي يجب على القاضي الاستعانة بالادلة العلمية لمعرفة حيثيات القضية
فقد يكون المجرم قد خطط لذلك مسبقا و ادعى في الحكمة انه يدافع عن نفسه...........

AAA يقول...

مبدع في سردك أخي يوسف
ولكن الأمر فعلاً غريب...!

دم بخير..

حلم بيعافر يقول...

اول زيارة ليا هنا
مدونة جميلة جدا
ومختلفة

يوسف يقول...

السلام عليكم
أخي العزيز / ماجد
...بداية أنا سعيد جدا بمرورك أخي الكريم.....أعتقد أن المشكل يكمن في إعطاء القاضي سلطة تقدير الوقائع....و هذه السلطة تجعل القاضي كسولا...من جهة لأنه لا يطلب إجراء خبرة في كثير من الحالات...كما أنه لن يتوصل إلى حقيقة ما حدث...فيكيف الوقائع التي تفضلت بذكرها..على أساس أنها ضرب و جرح متبادل...في أحسن الحالات
أما إذا كان القاضي ذكيا...فسيطلب إجراء خبرة طبية ...كما أنه سيستعين بكل وسائل الإثبات المتاحة في القضية كشهادة الشهود.. و القرائن...و هنا تحضرني قصة واقعية عن فتاة اتهمت شابا بالإعتداء عليها و اغتصابها بعد أن أدخلها منزله عنوة...و كان ذالك في فصل الشتاء...فسألها القاضي: لماذا لم يجد أي أثر للطين فوق الفراش الذي اغتصبها فيه المجرم....فأخبرته أنها نزعت الحذاء بمجرد دخولها غرفة النوم...فاستنتج القاضي أن الفتاة مارست الجنس مع هذا الرجل طواعية...و لم يغتصبها...و هذا مجرد مثال عن القاضي الذكي....
بارك الله فيك
أختي العزيزة / مغربية
...أشكرك على المرور أختي الفاضلة
...و أبقى تحت تصرفك...إذا كان لديك أي استفسار
بارك الله فيك
أخي العزيز / bossleader
فعلا...........أخي الفاضل...يجب الإستعانة بوسائل الإثبات العلمية...لأنه في كثير من الحالات تقف الطرق التقليدية عاجزة أمام ذكاء المجرمين...فيفلتون من العقوبة بسهولة
بارك الله فيك
أخي العزيز / AAA
أشكرك على الإطراء.........و أرجوا أن يحفظك الله من كل سوء...
بارك الله فيك
أخي العزيز / حلم بيعافر
مرحبا بك......و أشكرك على الإطراء
أتمنى أن تعجبك مواضيع مدونتي دوما
بارك الله فيك

S.M.G يقول...

صحيح عزيزي
هناك فرق بين من يعيش تلك التجربة وبين من يسمعها كقصة

فمن يعيشها كتجربة يعتبرها كابوس حقيقي له ولا يوجد وقت للتفكير او الإستثناءات أو الإحتمالات هذه عريزة وطبية الغنسان

وأيضا فرق بين من يسمعها كقصة فيقول طيب ليش ما سويت كذا وليش ما سويت ، صدقني إن إنقلب الحال وصار المستمع هو مكان الشخص إللي صار لو الكابوس لأيده تمام التأييد

يوسف يقول...

السلام عليكم
أخي العزيز / SMG
أشكرك على المرور أخي الكريم
...فعلا صدقت و على هذا الأساس فلابد على القاضي و هو يبحث في مثل هذه القضايا...أن ينظر فيها بعين الرجل العادي....و يطرح على نفسه السؤال التالي : ماذا كنت لأفعل لو كنت مكانه؟
...و هنا سيصل حتما إلى الشعور المناسب..و بالتالي إلى استنتاج توافر نية ارتكاب الجريمة من عدمه.....
بارك الله فيك أخي الفاضل