تدابير الأمن...فرض عقوبة بطريقة دبلوماسية !!!

بداية أعتذر لقرائي الأعزاء عن غيابي في الفترة الأخيرة...لقد كانت فترة ضرورية للراحة...في العشرين من هذا الشهر من العام الماضي دخلت عالم التدوين...إنها شمعة مدونة الجريمة و الشكولاته الأولى...و إن كنت لا أتحمس عادة لأعياد الميلاد ، و لكنها فرصة جيدة للتقييم...و الذي أرجوا منكم أعزائي القراء أن تساعدوني فيه...و بهذه المناسبة قررت افتتاح مدونة الجريمة و الشكولاته باللغة الإنجليزية...و هي موجهة لمستعملي هذه اللغة...و هنا أتقدم بجزيل الشكر لصديقي المدون معمر عامر على ما قدمه لي من مساعدة في إعداد المدونة الجديدة...كما أشكر و بنفس الحرارة أخي أسامة...و الذي بذل معي مجهودات كبيرة في عملية الترجمة...أرجوا أن تنال المدونة الجديدة إعجابكم....
تدابير الأمن...التدابير الإحترازية...تدابير الحماية...كلها تسميات لإجراء واحد يتخذه القاضي بشأن المجرم...و لكن هذا المجرم هو مجرم من نوع خاص...و تهدف تدابير الأمن لوضع المجرم في مؤسسة علاجية إذا كان يعاني من الإدمان...سواء كان إدمانه على الكحول أو على المخدرات...كما قد يهدف التدبير إلى وضع المجرم في مؤسسة خاصة بالمصابين بأمراض عقلية ، و من هذا المنطلق نستخلص أن تدابير الأمن وضعت كبديل للعقوبة...أي كبديل للسجن أو الغرامة المالية ...و يرجع الفضل في ظهور فكرة التدابير الأمنية إلى المدرسة الوضعية الإيطالية التي رأت في هذه التدابير الوسيلة المثلى لتخليص المجرم من خطورته الإجرامية ...لأنها اعتقدت بأن المجرم لم يختر طريق الجريمة بل كان مدفوعا إلى ذالك...و تعتمد الكثير من الدول حاليا على هذه التدابير..كألمانيا و اليونان و سويسرا و لبنان و إيطاليا
غير أني أعتقد بأن تدابير الأمن ماهي إلا عقوبة مقنعة ...لأن كلمة تدبير تستعمل عادة للدلالة على الإقتراح فلما نقول تدابير منزلية ...نعني الإقتراحات التي تقدم عادة لربات البيوت لتسيير شؤون المنزل...أما التدابير التي نقصدها هنا فتكون إجبارية و ليست إختيارية...فلا يسأل المدمن هل يرغب في التخلص من إدمانه أم لا !!!
هذا من جهة و من جهة أخرى لا تطبق التدابير إلا إذا كان المجرم المريض أو المدمن قد ارتكب الجريمة فعلا ...و هذا يلون التدبير بلون العقوبة فعلا ! ، و الغريب أن المجنون الذي يرتكب جريمة ما يعتبر غير مسؤول في القانون الجزائي ...لأن الجريمة التي ارتكبها غير مكتملة الأركان ...فالركن المعنوي غير موجود...فكيف نحاكمه؟؟؟ و نقرر تدبيرا ما بحقه؟؟؟
و قد زرت شخصيا و أكثر من مرة مركزا خاصا بمعالجة المرضى المصابين بأمراض عقلية ...إنهم يعاملون معاملة قاسية جدا...ويضربون ضربا مبرحا...أما عن أماكن نومهم و نظافتها...فلا أعتقد بأني سأجد وصفا مناسبا...هذا ما يجعلني أقول بأن تدبير الأمن هي عقوبات مفروضة و لكن بطريقة دبلوماسية... وقد يقول قائل : إذا تخلينا عن هذه التدابير فما هو الحل ؟ ، الحل في اعتقادي هو إلزام أقارب المريض بالعناية به...و يكون ذالك بموجب حكم قضائي...أما بالنسبة لمدمن المخدرات فإجباره على تلقي العلاج أمر لابد منه...و للحديث صلة إن شاء الله

3 التعليقات:

sirine يقول...

بما أنك تحدثت عن التقييم أردت فقط أن أقول أن مدونتك مميزة بكل ما يحمله التميز من معنى ، وأنها من المدونات القلائل التي لا أمل منذ متابعتها منذ أول تدوينة رغم أنني لا أترك تعليقا إلا نادرا .. أو ربما نادرا جدا .
تابع ، وعقبال أن تكمل المدونة مائة سنة :P
تحياتي

marrokia يقول...

السلام عليكم
وأخير عاد صاحب الشوكولاطة
مبروك سنوية مدونتك وعقبال ألف سنة من التميز*
بالنسبة للتقييم فمدونتك جد مميزة وأضفت طابعا جديد على روتينية القوانين الوضعية ، ووجود نسخة جديدة بالانجليزية هو في حد ذاته دليل على نجاح المدونة

كل يوم ومدونتك مميزة
ودائما انا هنا
سلامووو

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي العزبزة / سيرين
أشكرك على مرورك...لقد أسعدني جدا تواجدك
المدونة متميزة بوجودكم أختي الكريمة
بارك الله فيك
أختي العزيزة / المغربية
و عليك السلام و رحمة الله و بركاته
أشكرك جزيل الشكر على كلماتك الدافئة و مشاعرك الصادقة
أرجو أن تكون مدونتي المتواضعة دائما في مستوى تطلعاتكم
فعلا عاد صاحب الشوكولاطة
بارك الله فيك