تعدد الجرائم...سلطة الفواكه !!!

في حديقة عامة...حاول حاتم استدراج ميسون و هي مراهقة رائعة الجمال...و بعد محاولات يائسة حملت ميسون حقيبة يدها و حاولت مغادرة المكان...فأمسكها حاتم من يدها بقوة و جذبها نحوه محاولا الإعتداء عليها...و في لمح البصر مزق جزءا من ثيابها...و رغم مقاومتها الشرسة إلا أنه تمكن من إغتصابها...و مع صراخها المتكرر سمع حاتم أصواتا تقترب...أخرج على الفور سكينا من جيبه و طعن ميسون طعنات قاتلة.....
كم جريمة يكون قد ارتكب حاتم؟؟؟
الجواب هو ثلاثة...لقد ارتكب جريمة الفعل العلني المخل بالحياء أو الفعل الفاضح كما يسميه البعض لأنه قام بفعل جنسي في مكان عام هو الحديقة العامة...كما أنه ارتكب جريمة الإغتصاب...بالإضافة إلى جريمة القتل...و لكن السؤال المطروح هو : عن أي جريمة سيعاقب حاتم...عن الأولى أم عن الثانية أم الثالثة... أم عن الثلاثة معا؟؟؟
تسمى هذه الحالة بتعدد الجرائم...و هي ارتكاب المجرم الواحد لجرائم كثيرة ...و للتعدد صورتان...الأولى تسمى بالتعدد الصوري ، و هو أن ينطبق على الحادثة الواحدة الشروط الخاصة بجريمتين أو أكثر...كإغتصاب ميسون في الحديقة العامة هنا تتوفر الشروط الخاصة بجريمة الإغتصاب بالإضافة إلى الشروط الخاصة بجريمة الفعل العلني المخل بالحياء ، أما الصورة الثانية من التعدد فتسمى بالتعدد الحقيقي و هي ارتكاب المجرم الواحد جرائم مختلفة لا يشبه بعضها بعضا...و قد تلاحقه العدالة بشأنها كلها مرة واحدة...كما قد تلاحقه كلما اكتشفت واحدة من جرائمه و مثال هذا التعدد هو قيام حاتم بالإغتصاب و القتل...
أما بالنسبة للحلول القانونية في حالة التعدد...ففي التعدد الصوري يأخذ القاضي بالجريمة الأشد ليطلق وصفها على ما ارتكبه المجرم...فبين الإغتصاب و الفعل العلني المخل بالحياء...يكون الإغتصاب أشد الجرائم...فيعاقبه القانون عقوبة الإغتصاب !
أما في التعدد الحقيقي...فإذا جمعت جرائم المجرم في محاكمة واحدة...حكم عليه بعقوبة الجريمة الأشد ، أما إذا كانت المحاكمات متفرقة فتصدر المحكمة عقوبة عن كل جريمة...و لكن تنفذ العقوبة الأشد منها...
و يكون التعدد الصوري جليا أكثر في الجرائم الجنسية نظرا للتشابه الكبير بينها ، أما التعدد الحقيقي فشائع : القتل و السرقة...الإختطاف و الإغتصاب...و الأمثلة كثيرة
...و إن كنت عزيزي القارئ ستلتقط بشوكتك ما تريد من قطع في سلطة الفواكه...فإن القاضي و أمام كثرة الجرائم المعروضة أمامه و تشابهها خاصة في حالة التعدد الصوري...فسيكون مجبرا على اختيار الوصف الأشد...أما أنت عزيزي القارئ فستختار القطع التي ترى بأنها الألذ...

7 التعليقات:

مغربية يقول...

السلام عليكم
في يوم رمضاني
وبنكهة الشوكولاطة
يحدثنا يوسف عن الفواكه
هممممم

اعتقد ان العقوبة الأشد هي الأمثل للتعدد في الجريمة
شرح جميل
شكرا يا صاحب الشوكولاطة

Kontiki يقول...

اعتقد انه لابد وان يحاسب على الجرائم الثلاث كل على حدة بحيث تكون مدة عقوبتة اطول ويحاسب على كل فعل مشين قام بة على حدة ايضا

جواهر بنت محمد بن عبد الرحمن آل ثاني يقول...

برأيي يجب أن يحاسب المجرم الذي تتعدد جرائمه مرة واحدة ,فذلك أضمن أن يعاقب عقاباً شديداً.
لطالما شدتني مدونتك ولكني لم أجد الجرأة في تسجيل اسمي بين لائحة المحلفين.
شكراً لك.

حسناء موفليح يقول...

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
أخي "يوسف":
سلطة جميلة و تحمل بين ثناياها تنوع الجرائم و تعدد العقوبات،وفاكهتي هي إنزال أشد العقوبات، ولكم واسع النظر.
بالمناسبة مدونتك رائعة و رمضان مبارك
تحياتي...

رشيد أمديون يقول...

السلام عليكم

أخي يوسف رمضانك مبارك

شكرا على الشرح المفصل، والموضوع كما عادتك مميز.

يوسف يقول...

أختي الفاضلة / سناء
أشكرك اختي الكريمة على مرورك...الذي يبعث في القلب سعادة لا توصف...
رغم أنني لا أتفق مع القوانين لوضعية في الكثير من الأشياء إلا أن اختيار العقوبة الأشد في حالة تعدد الجرائم أفضل الخيارات في اعتقادي...سنعود للفاكهة في يوم ما...مارأيك؟
بارك الله فيك سناء
أخي الفاضل / kontiki
أشكرك على مرورك أخي الكريم
معاقبته على كل فعل على حدى يكون أقرب للعدالة...و لكن المشكلة أخي العزيز أنه لا يمكن القيام بذالك من الناحية التطبيقية :
تخيل مدة سنتين عن الفعل العلني المخل بالحياء...
و ثلاث مثلا عن الإغتصاب...
و خمسة سنوات عن جريمة القتل إذا افترضنا أن هذا المجرم مبتدئ ، فسيكون لدينا عشر سنوات كاملة...و الملاحظ أن المحاكم لا تصدر أحكاما بهذه المدة إلا على الجرائم الخطيرة جدا التي تمس أمن الدولة مثلا...
بارك الله فيك أخي الفاضل
أختي الكريمة / صاحبة مدونة جواهر محمد
مرحبا بك أختي الكريمة محلفة و قاضية...أرجو أن تنال مواضيع مدونتي المتواضعة إعجابك...كما أرجو أن لا تترددي في إبداء أي ملاحظة بشأنها...
بارك الله فيك
أختي الكريمة / حسناء موفليح
مرحبا بك أختي الفاضلة...
رمضانك كريم...أرجو أن يتقبل الله صيامك و قيامك...
أنا معك...توقيع أقصى العقوبة هو الحل الأمثل...و إن كان هناك قاض في مدونتي...فأفضل أن نكون جميعا مستشارين...ولكل واحد منا صوت واحد...و ستكون أحكامنا عادلة بلا شك
بارك الله فيك أختي حسناء
أخي الفاضل / أبو حسام الدين
أشكرك على مرورك أخي الكريم
رمضانك كريم أخي العزيز...أرجو أن يتقبل الله منك الصيام و القيام
كما أرجو أن تعجبك تدويناتي دائما
أما الشرح فأحاول دائما أن أجعل التدوينة أبسط حتى تعم الفائدة
بارك الله فيك أخي

Rana Al Sha'bani يقول...

يعدموه بس.. ما في داعي يفكر القاضي كتير!