الإفراج المشروط...البارول...سجناء أم نزلاء فنادق !!!

نظام الإفراج المشروط...أو الإفراج تحت الشرط كما يسمى في المملكة السعودية...أو الإفراج الشرطي كما يسمى في المملكة الأردنية...هو نظام من أنظمة المعاملة داخل السجون...يفرج فيه عن السجين الذي قضى فترة معينة من عقوبته ، عادة ما تكون ثلثي فترة العقوبة أو نصفها ... و يعتبره القانون مكافأة للسجين الذي يقضي فترة عقوبته دون مشاكل !...و الإفراج المشروط نظام فرنسي دخل التطبيق بصدور قانون (رنيه برنجر) في 14 أوت 1885...و يخضع السجين المفرج عنه لالتزامات معينة خلال مدة محددة...و لابد له من احترام هذه الإلتزامات و إلا أعيد للسجن لقضاء بقية عقوبته.
أما البارول فهو نظام إرلندي الأصل...رغم أن تسمية النظام فرنسية و تعني كلمة الشرف...و كأن السجين يعطي كلمة الشرف بأن لا يعود للإجرام إذا أفرج عنه...و قد ظهر في القرن السابع عشر...و بفضله تمكن الكثير من السجناء الإنجليز من الهجرة للولايات المتحدة الأمريكية ... و يرجع الفضل في نشر هذا النظام ل (ألكسندر ماكونوكي) و السير (والتر كروفتن) بين عامي 1840 و 1854...و البارول يشبه إلا حد بعيد نظام الإفراج المشروط بيد أن الفرق الوحيد بينهما هو أن البارول يقدم مساعدة إجتماعية للسجين بعد الإفراج عنه...كما يكون الإشراف فيه أكثر وضوحا ، و يرى المدافعون عن نظام البارول...بأن هذا النظام اقتصادي جدا !!!...باعتبار أن نفقة الإشراف على السجين و هو خارج السجن أقل بكثير من نفقة السجين داخل السجن !...
و مع إحترامي الشديد لكل من أنشأ أو طور أنظمة عقابية...إلا أنني أعتقد بأن نظام الإفراج المشروط أو نظام البارول غير مناسبين إطلاقا! لأن أول ما تعلمناه عن العقوبة هو أن وظيفتها الأساسية هي الردع...و معناه أن يكون الشخص الذي عاقبه القانون عبرة لغيره...و يسمى هذا ردعا عاما ، بالإضافة إلى الردع الخاص و هو إيلام المجرم إلى الحد الذي يمنعه من القيام بجريمة ثانية...و هو المطلوب من العقوبة ، و الإفراج المشروط لا يحقق لا الردع العام و لا الردع الخاص...لأن نصف مدة العقوبة قد لا تكون كافية لإيلام السجين ! ، كما أن المجرمين الذين لم يرتكبوا الجريمة بعد...سيعلمون أنهم سيقضون مدة من العقوبة فقط و سيطلبون بعدها الإفراج !!!
أما عن مكافأة السجين...فلا أعتقد بأن القاضي قرر سجنه ليكافئ...عندها سيكون السجن أشبه بحفلة تكريم و ليس مكانا للعقاب...
أما النفقات في نظام البارول...فالمجرم في اعتقادي سيكلف الدولة خسائر مالية و بشرية أكبر بكثير و هو خارج أسوار السجن...سيسرق...و يقتل...و...
أما عن مساعدته في العودة التدريجية للمجتمع...فلا أعتقد بأن السجين كان في كوكب آخر حتى يحتاج لفترة للإندماج مع المجتمع...هذه الأنظمة في اعتقادي تساهم في تدليل السجين...و تجعل منه أشبه بنزيل الفندق...يدخل السجن لمدة معينة...ثم يخرج بعدها مستفيدا من مساعدة إجتماعية...الحالة الوحيدة التي قد يكون إعتماد هذا النظام فيها منطقيا في نظري هي مرض أحد السجناء...لأن خروجه المبكر هنا قد يساعد في شفائه !!!...و للحديث صلة إن شاء الله

7 التعليقات:

marrokia يقول...

شخصيا اوافق الافراج المشروط اذا كان المستفيد منه يستحق،لكن وهو ما نلاحظه كثيرا انه يكون في غير محله ، فيعود المجرم لعادته القديمة ، ليكون هناك ضحإيا جدد

رشيد أمديون يقول...

نعم قد يكون الإفراج المشروط شيءا جميلا ولكن يجب أن لا يمنح لأي كان لأن السجناء قد يختلفوا في أنواع التهم وحتى قد يكون من بينهم من هو مظلوم..

شكرا لك على المعلومات الجميلة

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي الفاضلة / سناء
بداية أشكرك على مرورك أختي الكريمة و مناقشة هذا الموضوع...
رائعة أنت سناء...لقد تمكنت من حصر المشكلة في كلمة واحدة...هل يستحق المستفيد من الإفراج المشروط الإفراج فعلا؟؟؟...هذا ما كنت أريد الوصول إليه
أعرف بأنني أبدو قاسيا في بعض الأحيان...و لكن إذا طبق أي من هذه الأنظمة و عاد المجرم للإجرام...و كان هناك ضحايا فسيكون القانون في هذه الحالة أشبه بشخص أحمق!!!لأنه كان بوسعه تفادي الجريمة... الآتي بعد الإفراج هو ما يخيف
بارك الله فيك
أخي الفاضل / أبو حسام الدين
دراسة التهم الموجهة للمستفيدين من الإفراج المشروط مهمة جدا...أنا معك أخي الكريم لا يجب أن يستفيد الكل من هذا النظام...فسرقة مبلغ من المال مهما كان كبيرا ليست كقتل متعمد لإنسان...
بارك الله فيك

م ـلآذ,, يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا مع هذا النظام لكن على حسب الجريمة والأدلة .. يعني لو مثلاً اللي ينسجنون بسبب انهم كانوا مسرعين وصار حادث لاقدر الله وهو تضرر لكن مامات لكن اللي بالسيارة الاخرى ماتوا .. هنا انا مع النظام .. لأن اكيد غلطة مارح تتكرر ويمكن مارح يسمح لنفسه يسوق سيارة مره ثانية او يبطل يسرع .. وماالى ذلك ..

لكن بالنسبة لباقي الجرائم .. أنا في نظري ماقررت المحكمة مدة سجنه عشوئياً فلازم يقضيها .. يعني المحكمة مو فوضة .. لكن يمكن على اللي قصدهم احكامهم تكون سجن مدى العمر او فترى طويلة .. أو زي ماقلت يمكن تكون ظروفه الصحية متعسرة شوي .. فيفرجون عنهم بعد نص المدة ..

أما بالنسبة للبلوق اللي يلي هذا .. كتبت انا تعليق ولم يسمح لي ارسالة فبحاول ارسله مع هذا التعليق :

مجال جميل أشكر لك طرح مواضيع عنه ..

بالنسبة لي أحببت القانون هذا .. لكن أحس كأنه يعني زي مايقولون ( كأنك يابو زيد ماغزيت ) ...
رح افسر ليش .. لأن ياما في السجن مظاليم .. وكل واحد دخل ظلم له قصة مختلفه مره عن الثاني .. وسمعته تكون مررررره سيئه ولو هو مظلوم !
ولما يطلع من السجن قولي انت بس مين اللي رح يوظفه والا يثق فيه .. ويصير لو هو دخل مظلوم وطلع ولقى نظرة الناس ذي .. بيقول ( الغاية تبرر الوسيلة ) ويتحول الى مجرم حقيقي لان المجتمع عامله كمجرم .. أيضاً لو بنتكلم عن الناس اللي غلطوا بلحظة شيطانية .. نقول ( السجن اصلاح وتهذيب ) كثيرين منهم ندموا قبل ماينسجنون حتى ويتعاقبون فما بالك لما يقضون المدة لو قلنا على فرضاً بس سجن ثلاث سنين فحنا مانقول سجن ثلاث سنين وبس .. لأن هي أيام وليالي مايعرف كيف تعدي عليهم الا الله .. تكون كفيلة انها تطهر قلوبهم وتخليهم يراجعون انفسهم ..
برضوا
زي ماقلت المشكلة الناس اللي يستغلون ماضيهم المشرف بالخداع .. هذولي مشكلة صراحة .. لكن اتوقع المحكمة تعرف لمين تعطي هذا الحكم .. يعني بناءً على جريمته وعلى الأدلة وعلى سلوكه في السجن المدة اللي قضاها ..

بالرغم من الامرين هذولي الا اني مع هذا الحكم لأن ربي يسامح عباده ويعطيهم فرص كثير ولو ربي مااعطاهم فرصة التوبة كانوا رح يضلون على عصيان وضلال أكثر وأكثر .. فنفس الشي هنا صاير أحس يستحقون فرصة أخرى
..

شكراً جزيلاً لطرحك المثير ..

تقبل مروري ’’

يوسف يقول...

السلام عليكم
أختي العزيزة / ملاذ
بداية أشكرك على مناقشتك للموضوع...
المشكلة في النقطة التي ذكرتها...من يضمن لي بأن الجريمة لن تتكرر مع هؤلاء...إذا كان الأمر في منعه من القيام بأشياء معينة...فقد يقبل ابتداءا لأن حريته على المحك...و لكن هل سيحافظ على استقامته بعد الإفراج عنه...الخوف كل الخوف من المستقبل
بارك الله فيك

Kontiki يقول...

يوسف الواقع تعجبت جدا من قولك فى هذه التدوينة " فلا أعتقد بأن السجين كان في كوكب آخر حتى يحتاج لفترة للإندماج مع المجتمع "
القاعدة الاساسية فى الانسان ان يحاول ان يبدو كاملا بلا اخطاء او عيوب اما السجين هو انسان ثبت خطاة و تم عقابة وبالتالى انتفى عنه هذا القناع من الكمال والشرف الذى يحاول الجميع احكامة على سلوكهم و وجوههم الخلاصة ان السجين بالطبع يحتاج لفترة للاندماج و التأقلم مع المجتمع بعد شعورة انه فى منزلة اقل من باقى افراد مجتمعه ، وبعد معاناتة من تقييد حريتة و الحياة وفق نظام صارم داخل اسوار السجن و غيرها .

Rana Al Sha'bani يقول...

برأيي أن السجن هو أسوأ عقوبة في التاريخ. لا يوجد أفضل من الحدود الإسلامية وعقوبات التعزير. السجن مؤذي للإنسان السليم فكيف الحال بالمجرم؟ كثير من المجرمين يكونون مجرمين قبل دخول السجن ولكن عند الخروج يصبحون مجرمين سوبر. أو بعض المجرمين يعتبرون السجن مكانا لأخذ استراحة قبل مواصلة أعمالهم. أتمنى إلغاء السجون وتطبيق الحدود الرادعة.