جريمة اختطاف الطائرات...ذكرياتي مع المسدسات البلاستيكية !



...من قال إن ألعاب الأطفال البلاستيكية تصلح فقط لإرضاء رغبة تلك الأرواح البريئة في اللعب...قد تستخدم تلك الألعاب و خاصة المسدسات البلاستيكية لإثارة الرعب في نفوس من يراها سيما إذا كان المكان الذي استخدمت فيه و التوقيت الذي اختاره المجرم لاستعمالها يبعث على الخوف...
في 16 جانفي من سنة 1969 قام أمريكي باختطاف طائرة تقل 148 راكبا ثم قام بتحويلها إلى كوبا ، و قد استخدم في عملية الإختطاف مسدسا بلاستيكيا...هنا تدرك عزيزي القارئ أن ما ذكرته في أول التدوينة عن المسدسات البلاستيكية لم يكن مجرد مزحة !!!
تاريخيا عرف العالم أول حادثة لاختطاف الطائرات سنة 1930 أين اختطفت طائرة مدنية في البيرو ، غير أن الشيء الغريب الذي شدني في هذه الجريمة هو أنها جريمة هجينة إلى أبعد الحدود فهي جريمة دولية بثياب وطنية...لأن مصدر أركانها كلها هو القانون الدولي كما سنرى بينما عقوبتها تختلف بحسب التشريعات العقابية الداخلية لكل دولة !
أما ركنها الشرعي فيتمثل في ثلاث اتفاقيات دولية هي إتفاقية طوكيو الموقعة بتاريخ 14 سبتمبر 1963 و اتفاقية لاهاي الموقعة في 16 ديسمبر 1970 و كذا اتفاقية مونتريال الموقعة في 23 سبتمبر 1971 ، فمصدر تجريم فعل اختطاف الطائرات هو هذه الإتفاقيات الثلاثة .
أما الركن المادي لجريمة اختطاف الطائرات فيتمثل في أربعة شروط ينبغي توفرها و إلا انعدم الركن المادي و معه الجريمة ككل ، فأول شرط هو أن يكون الفعل الذي قام به الخاطف غير قانوني و معناه أن الأمر الصادر بتحويل الطائرة لم يكن من شخص له صفة إصدار هذا الأمر...فلو قامت الشركة المالكة للطائرة بإصدار أمر لقائد الطائرة بالنزول في مطار معين لكان الفعل قانونيا لأنه صدر من سلطة لها صلاحية إصدار هذا الأمر ، أما الشرط الثاني فهو استخدام القوة في عملية الإختطاف أو التهديد باستخدامها...فلو قام الخاطف بتهديد قائد الطائرة بالتخلص من جدته العجوز في القرية إذا لم يقم بتحويل الطائرة لم يعتبر ذلك تهديدا!!! لأن الخاطف هنا لم يستخدم القوة بتاتا و لم يقم بتهديد قائد الطائرة باستخدام القوة...
أما الشرط الثالث فهو أن يقع الإختطاف على متن الطائرة ، و معنى ذلك أن يكون الخاطف من المسافرين على متن الطائرة و لا يمكن أن يعتبر الإختطاف اختطافا إذا أرسل الخاطف تهديداته و هو خارج الطائرة عن طريق جهاز للإرسال مثلا ! أما الشرط الرابع و الأخير لتحقق الركن المادي للجريمة فهو أن يقع الإختطاف أثناء فترة طيران الطائرة و هي الفترة التي تمتد من إغلاق أبوابها الخارجية استعدادا للإقلاع إلى حين إفراغ حمولتها و نزول الركاب فكل عملية اختطاف قبل أو بعد هذه الفترة لا تعتبر اختطافا للطائرة .
أما الركن المعنوي للجريمة فيتحقق بعلم الخاطف بأنه يتدخل في العمل الطبيعي للطائرة ، و مع ذلك فقد أراد فعلا اختطافها كما يشترط فيه أن يكون جادا في اختطافه لها .
هذا و نشير أنه إذا كانت الجريمة دولية فيجب توفر الركن الدولي فيها أيضا...و كثيرا ما تكون جريمة اختطاف الطائرات دولية ، و يتحقق الركن الدولي في هذه الحالة إذا تم اختطاف الطائرة عن سابق تدبير و تخطيط من دولة أو مجموعة من الدول بإجبارها على الهبوط في مطار معين أو تحويل مسارها و أفضل مثال على ذلك إجبار طائرة سورية مؤخرا على الهبوط من قبل تركيا قصد تفتيشها...
عند دراستي للأساليب المستخدمة للقيام بهذه الجريمة وجدت الكثير من عمليات اختطاف الطائرات تمت بواسطة مسدسات بلاستيكية و لا أخفي عنك عزيزي القارئ أني تذكرت اللعب القديمة التي أمضيت شطرا من طفولتي و أنا أستمتع باللعب بها ثم تحطيمها... و من هذه اللعب مسدس بلاستيكي أسود اللون أتذكر أني قمت بتحطيمه عمدا لكي أتمكن من طلب شراء مسدس جديد من والدي...

أرجو أن تكون هذه التدوينة قد نالت إعجابك عزيزي القارئ...أرجو أن لا تبخل علي بملاحظاتك و انتقاداتك....

0 التعليقات: