العلاقة بين القانون و الجنس..صراع بين أفروديت و تيميس! ( الجزء الثاني )

...لقد اتفقنا أن القانون لا يمنع الجنس...غير أن أفروديت أطلقت العنان لغرامياتها فكان لزاما على تيميس أن تنبهها إلى أن الجنس و إن كان متعة مشروعة إلا أنه مقيد بمجموعة من الضوابط ، كانت تيميس أذكى من أن تثير غضب زيوس على ابنته أفروديت ! لأن جرأة أفروديت قد تجعلها ترفض نصيحة تيميس بوقاحة...كما أن نصيحة والدها لها قد تجعلها تذكره بخطيئته بالزواج من عمتها !!! ثم إن تيميس حكيمة و تعرف أنها مجرد زوجة من زوجات زيوس السبعة...و إذا كثرت الزوجات صارت كل منهن دبلوماسية مع زوجها تحاول أن تكون المصدر الوحيد لراحته و ليس إزعاجه ! فاختارت تيميس أن تمسك العصا من الوسط...إرضاء ضميرها الذي يحتم عليها نشر الفضيلة من جهة و محاولة تنظيم حياة أفروديت التي لا تعرف في سبيل حصولها على المتعة الجنسية الحدود...فاهتدت إلى أن الحيلة هي أفضل طريقة لإقناع أفروديت بما تريد مع تجنب الإصطدام بحوارات معها...
أول قيمة أرادت تيميس أن تغرسها في أفروديت هي أن الجنس وجد ليمارس سرا...و هنا قررت الإستعانة بزوج أفروديت               ( إيفيستوس )...و قد عرف هذا الإله بتعقله كما أنه متفرغ تماما للعمل...و هذا النوع من الرجال و إن كان مثيرا لإعجاب الفتيات و لكنه ليس المفضل لديهن بعد الزواج...لجديته المفرطة و تخصيصه جل وقته للعمل...و الأكيد أن هذا سيء بالنسبة لهن !
كان إيفيستوس رصينا و أعجب بفكرة تيميس و التي كانت أن يرافق أفروديت لجبال بعيدة جدا لممارسة العلاقة الجنسية...و لما سألته أفروديت عن سر ذلك ؟ أخبرها بأنه يفضل الإختلاء بها بدل الممارسة العلنية و أرجع ذلك لفرط غيرته عليها...فاقتنعت ، و بعد زمن اقترحت عليه أن يبني لها قصرا فخما يليق بآلهة فاتنة مثلها...حيث يتمكنان من الإختلاء بحرية بدل التنقل المتعب لأماكن بعيدة...و رغم أن إيفيستوس قضى وقتا طويلا في بنائه إلا أن الفكرة أعجبته و شكر تيميس عليها ، كما اكتشف أنه فعلا غيور على زوجته أفروديت...و لا يريد أن يطلع أحد على علاقته الحميمة معها...و هنا كان الضابط الأول الذي يفرضه القانون على الممارسة الجنسية و هو أن تتم في غير علانية...دون مرأى أو مسمع من الغير لما في ذلك من مراعاة لاعتبارات أخلاقية و اجتماعية ، فالجنس و السرية بمثابة حبتي الكرز المتلاصقتين فلا تكتمل الصورة إلا بهما معا !
و متى تم الجنس علنا زالت الحواجز الأخلاقية و فتح الباب للرذيلة...و هنا تسقط أوراق الحياء بالنسبة لمن يمارسه...كما يحدث الإغراء و الإغواء بالنسبة لمن يراه أو يسمع أصواتا تدل عليه ....
هل تغيرت أفروديت فعلا و أصبحت فاضلة ؟؟؟...لقد كان اقتراحها ببناء القصر لسبب واحد هو التعب من طول المسافة التي كانت تقطعها و ليس حبا للفضيلة...و لكن هذا كان انتصارا لتيميس على كل حال ، فقد كانت النتيجة أفضل بكثير مما كانت تتوقع...كما أن نجاح حيلة تيميس الأولى دفعها للتفكير بحيل أخرى لغرس قيم أخرى لتهذيب سلوكات أفروديت ...لقد تفرغت تيميس لها !  

0 التعليقات: