العلاقة بين القانون و الجنس..صراع بين أفروديت و تيميس! ( الجزء الرابع )

كان لأفروديت ثلاث بنات أنجبتهن من ( ديونيسوس ) و هن (أجليا) و (تاليي) و (أفروسين)...و إن كان إيفيستوس يعلم بأمرهن إلا أنه اشترط على أفروديت أن لا يقمن معها في القصر...و على الرغم من أن البنات الثلاثة لم يتربين في كنف أفروديت إلا أن الوراثة كانت واضحة جدا في سلوكاتهن ! فمنذ صغرهن كن يملن للبقاء عاريات الجسد...و هذا ما يفسر كل اللوحات التي رسمت لهن...و مع بلوغهن مرحلة الشباب رفضن الزواج...و أصبحن سحاقيات ...و هنا لاحظت تيميس أن عليها أن تضع قاعدة أخرى لممارسة الجنس و هي منع المثلية الجنسية كخطوة أولى لمنع كل فعل جنسي شاذ...
و السحاق ناتج عن ما يصطلح على تسميته في علم النفس...الإرتكاس...و قد تكون غريزة الجنس في السحاقية مطلقة أي أنها لا تميل إلا إلى أنثى مثلها و تنفر من الرجال...كما قد تكون غريزة الجنس في السحاقية مختلطة أي أنها تمارس الجنس مع الرجال و النساء دون تفضيل جنس عن الآخر...كما قد تكون المساحقة عند الأنثى مجرد صدفة أو حدث عابر...و هذا قد يكون مقدمة لكي تصبح سحاقية محترفة...و قد تكون هذه الصدفة عند دخول هذه الفتاة السجن مثلا...لأن ما دفعها لذلك هو غياب الجنس الآخر لممارسة علاقة جنسية طبيعية !
نفسيا تلجأ الفتيات للسحاق لمحاكاة صفات أنثوية يفضلنها...و الفعل الجنسي المفضل بالنسبة للسحاقية هو الملامسة و النظر...فنظرها إلى تفاصيل الجسم الأنثوي و الملامسة المستمرة لأجزائه يشكل لديها قمة النشوة...عكس الرجل الذي يبحث عن علاقة جنسية كاملة...فهي تكتفي بما يسميه علماء النفس بالأهداف الجنسية التمهيدية !!! 
فالأنثى عندما تلجأ لفعل شاذ جنسيا فإن الشريك المفضل لديها هي أنثى مثلها!...هذا يفسر الكثير...
مثلا : هل سمعت عزيزي القارئ أن امرأة تحرشت جنسيا بطفل ؟؟؟
غالبا ما يكون التحرش الجنسي بالأطفال من قبل الذكور...و السبب هو أن الرجل الشاذ يجد شبها كبيرا بين الطفل و المرأة ( نعومة جسده...سذاجته...إبتسامته البريئة ) ، هذه الصفات تجدها السحاقية في شريكتها دون حاجة للإستعانة بطفل قد يكشف سرها في أية لحظة ! 
لم تكن أفروديت سعيدة بخبر شذوذ بناتها...فهذا سيجعلها مسبة بين الآلهة الأخرى...و محل شتيمة و تهكم من منافستها و عدوتها اللدودة سيلفيا...غير أن حديثها مع بناتها السحاقيات سيكون أشبه بحديث العاهرة عن الشرف و العفة !!! لهذا السبب تجنبته ، و قررت طلب المساعدة من تيميس طواعية هذه المرة...فرحت تيميس كثيرا من الموقف الذي اتخذته أفروديت حيال بناتها و اعتبرته انتصارا للفضيلة  فقد كانت تحتاج لمثل هذا الدعم المعنوي للتدخل...و أمام عزوف الفتيات السحاقيات عن الزواج لم تجد تيميس من حيلة سوى اللجوء لتهديدهن بتحريض الآلهة ( جانيمادا ) إلهة الشباب  و الفتوة...و التي بوسعها و في لحظة واحدة أن تجعلهن مسنات !!!
لقد توقفت الفتيات الثلاثة عن المساحقة...ليس حبا للفضيلة بل خوفا على أنوثتهن و شبابهن من بطش الإلهة جانيمادا !....دمتم بخير  

العلاقة بين القانون و الجنس..صراع بين أفروديت و تيميس! ( الجزء الثالث )

لبثت أفروديت في قصرها أياما...و لكنها مع ما كانت تتمتع به من المتعة و الرفاهية اشتاقت لحياة المجون التي ألفتها ، و بدهاء لا تدركه إلا النسوة استدعت عشيقها السابق ( إيريس ) إله الحرب...و صار الإثنان يمارسان طقوس الجنس في غياب زوجها إيفيستوس...كل يوم بإحدى قاعات القصر...إلا أن رآهما الإله ( فيبوس)...
كان إيريس رجلا طاغيا و متجبرا...و لم يجرأ فيبوس على الوشاية به لا لإيفيستوس الزوج و لا لزيوس الأب...فلجأ للحكيمة تيميس...
أدركت تيميس أن عليها تنبيه أفروديت للقاعدة الثانية ، و التي عليها إحترامها عند ممارستها للجنس...متعتها الوحيدة...و قد وجدت هذه القاعدة لحماية خلق الوفاء بين الزوجين مما يعزز أواصر المحبة بينهما ، كما أن من شأنها حفظ الأنساب بحيث يعرف نسب المولود و يعرف أبوه على الحقيقة دون التباس ، و الذي قد يكون نتيجة العلاقات الجنسية المتعددة للزوجة...و القاعدة هي منع الزنا ...
و تختلف الشعوب في نظرتها لهذه العلاقة باختلاف القيم الإجتماعية و الدينية لكل شعب...فهناك شعوب تشجع العلاقات الجنسية المتعددة حتى بعد الزواج...بل و هناك من يستمتع برؤية زوجته و هي تمارس الجس مع رجل آخر...و هناك من ينظم في بيته حفلة جنسية يمارس فيها الجنس بحرية بين كل من يحضر الحفلة و تكون من بين الحاضرات زوجته طبعا!...
لم تكن تيميس لتسمح بحدوث مثل هذا على مسمع منها...فقررت التدخل دون إعلام إيفيستوس الزوج الذي كان يثق في أفروديت ثقة عمياء...كما أن إيريس رجل حرب لا يعرف للحوار معنى !!! فكل ما يمكنك أن تراه منه يوحي بالعنف...بداية من شكله !
كانت أفروديت مفعمة بالأنوثة...كيف لا و هي التي خلقت من زبد البحر...و كان على تيميس أن تجد آلهة فاتنة لتنافس أفروديت على قلب إيريس...فتذكرت  الآلهة ( سيلفيا ) و التي لم تتوان لحظة واحدة على قبول عرض تيميس مقابل ما ستوفره لها هذه الأخيرة من نفوذ...على أن يقتصر دور سيلفيا على الإغراء فقط دون أن تتطور هذه العلاقة لشيء آخر...كانت خطة تيميس تقضي بأن تبعد أفروديت عن إيريس بأي ثمن...ليس فقط من أجل خيانتها لزوجها بل لأن إيريس هو أخ أفروديت الشقيق ، و هي القاعدة الثالثة التي على أفروديت ان تتعلمها...فعليها أن تمتنع عن ممارسة الجنس مع قريبها...
ترصدت سيلفيا إيريس و ارتدت من الثياب ما من شأنه إغرائه بها...و بدت في أبهى صورة...لم يتطلب الأمر سوى لحظات و حركات  بسيطة منها...حتى وقع إيريس...الذي خبر الحروب و خرج منها منتصرا في غرامها...لم يستطع مقاومة إغرائها الصامت و انهزم أمام سحرها...و كانت النتيجة أنه قضى النهار بطوله في مخدعها...و أمام رغبته الجامحة لم تستطع سيلفيا هي الأخرى مقاومة رغبتها...فوقعت في المحظور و مارست الجنس معه مع أن مهمتها كانت إغراءه على فترات متقطعة و لأيام لكي تدرك أفروديت أن عليها الإكتفاء بممارسة العلاقة الجنسية مع زوجها و أن تنسى إيريس ثم تتدخل تيميس بعدها لتشرح لها الحكمة من ذلك...لأن القانون يمنع الخيانة الزوجية و ممارسة الجنس مع المحارم.....فما مصير الإتفاق الذي وقع بين تيميس و سيلفيا ؟؟؟   

العلاقة بين القانون و الجنس..صراع بين أفروديت و تيميس! ( الجزء الثاني )

...لقد اتفقنا أن القانون لا يمنع الجنس...غير أن أفروديت أطلقت العنان لغرامياتها فكان لزاما على تيميس أن تنبهها إلى أن الجنس و إن كان متعة مشروعة إلا أنه مقيد بمجموعة من الضوابط ، كانت تيميس أذكى من أن تثير غضب زيوس على ابنته أفروديت ! لأن جرأة أفروديت قد تجعلها ترفض نصيحة تيميس بوقاحة...كما أن نصيحة والدها لها قد تجعلها تذكره بخطيئته بالزواج من عمتها !!! ثم إن تيميس حكيمة و تعرف أنها مجرد زوجة من زوجات زيوس السبعة...و إذا كثرت الزوجات صارت كل منهن دبلوماسية مع زوجها تحاول أن تكون المصدر الوحيد لراحته و ليس إزعاجه ! فاختارت تيميس أن تمسك العصا من الوسط...إرضاء ضميرها الذي يحتم عليها نشر الفضيلة من جهة و محاولة تنظيم حياة أفروديت التي لا تعرف في سبيل حصولها على المتعة الجنسية الحدود...فاهتدت إلى أن الحيلة هي أفضل طريقة لإقناع أفروديت بما تريد مع تجنب الإصطدام بحوارات معها...
أول قيمة أرادت تيميس أن تغرسها في أفروديت هي أن الجنس وجد ليمارس سرا...و هنا قررت الإستعانة بزوج أفروديت               ( إيفيستوس )...و قد عرف هذا الإله بتعقله كما أنه متفرغ تماما للعمل...و هذا النوع من الرجال و إن كان مثيرا لإعجاب الفتيات و لكنه ليس المفضل لديهن بعد الزواج...لجديته المفرطة و تخصيصه جل وقته للعمل...و الأكيد أن هذا سيء بالنسبة لهن !
كان إيفيستوس رصينا و أعجب بفكرة تيميس و التي كانت أن يرافق أفروديت لجبال بعيدة جدا لممارسة العلاقة الجنسية...و لما سألته أفروديت عن سر ذلك ؟ أخبرها بأنه يفضل الإختلاء بها بدل الممارسة العلنية و أرجع ذلك لفرط غيرته عليها...فاقتنعت ، و بعد زمن اقترحت عليه أن يبني لها قصرا فخما يليق بآلهة فاتنة مثلها...حيث يتمكنان من الإختلاء بحرية بدل التنقل المتعب لأماكن بعيدة...و رغم أن إيفيستوس قضى وقتا طويلا في بنائه إلا أن الفكرة أعجبته و شكر تيميس عليها ، كما اكتشف أنه فعلا غيور على زوجته أفروديت...و لا يريد أن يطلع أحد على علاقته الحميمة معها...و هنا كان الضابط الأول الذي يفرضه القانون على الممارسة الجنسية و هو أن تتم في غير علانية...دون مرأى أو مسمع من الغير لما في ذلك من مراعاة لاعتبارات أخلاقية و اجتماعية ، فالجنس و السرية بمثابة حبتي الكرز المتلاصقتين فلا تكتمل الصورة إلا بهما معا !
و متى تم الجنس علنا زالت الحواجز الأخلاقية و فتح الباب للرذيلة...و هنا تسقط أوراق الحياء بالنسبة لمن يمارسه...كما يحدث الإغراء و الإغواء بالنسبة لمن يراه أو يسمع أصواتا تدل عليه ....
هل تغيرت أفروديت فعلا و أصبحت فاضلة ؟؟؟...لقد كان اقتراحها ببناء القصر لسبب واحد هو التعب من طول المسافة التي كانت تقطعها و ليس حبا للفضيلة...و لكن هذا كان انتصارا لتيميس على كل حال ، فقد كانت النتيجة أفضل بكثير مما كانت تتوقع...كما أن نجاح حيلة تيميس الأولى دفعها للتفكير بحيل أخرى لغرس قيم أخرى لتهذيب سلوكات أفروديت ...لقد تفرغت تيميس لها !  

العلاقة بين القانون و الجنس..صراع بين أفروديت و تيميس!( الجزء الأول )

...بداية لنتعرف على أبطال القصة...أفروديت إلهة الجمال و الجنس عند اليونان و هي إبنة الإله زيوس و الإلهة هيرا ، أما تيميس فهي إلهة العدالة و هي زوجة زيوس و إبنة أورانوس و تيتييا...لم يرد في الأساطير اليونانية أو الرومانية شيء عن صراع كان دائرا بين أفروديت و تيميس....و إن كانت الأولى أكثر شهرة من الثانية...و هنا أتسائل : ما الذي يجعل العالم أكثر إهتماما بأسطورة أفروديت ؟ في حين لا تذكر تيميس إلا نادرا ؟ لماذا كانت أفروديت دائما ملهمة للإنسان المحررة لخياله في حين لا تعرف تيميس إلا عند باحثي التاريخ القديم و الفلاسفة ؟ 
و الآن....لننقل هذا التسائل من البعد الخرافي الأسطوري إلى البعد الأكاديمي الجاد !...لماذا يميل الإنسان لممارسة الجنس بكل حرية و يرفض الضوابط التي يقررها القانون في ذلك ؟ هل هناك صراع بين الجنس و القانون ؟ 
...لو كانت أفروديت شخصية حقيقية تعيش في عصرنا لأيدت حتما فكرة ممارسة الجنس بكل حرية و بدون قيد أو شرط...ربما لأنها وليدة علاقة جنسية شاذة...فأبوها زيوس تزوج من أخته هيرا...!!! و التي هي أم أفروديت و عمتها !!!
لقد وجد القانون ليضع ضوابط للإنسان لكي يعيش في المجتمع دون أن يؤذي غيره...و دون أن يصيبه مكروه من الآخرين ، فبقدر ما يوفر القانون للفرد من الحماية فهو يقيده لكي لا يتمكن من إيذاء الآخرين...و هنا يضطر لمعاقبته ، و من ثم فلا يمكن للإنسان أن يعيش بدون قانون...فهو ليس ملاكا تلهمه الفضيلة الإستقامة فلا يحتاج لقانون لتأكيدها...كما أنه ليس شيطانا وجد لارتكاب الرذائل و بالتالي فلا فائدة ترجى من نصحه أو ردعه بالقاعدة القانونية لأن ذلك سيكون أشبه بسقي قطعة من الصحراء بكوب من الماء...فلا أنت حفظت الماء لنفسك و لا أنت ترجو أن تنبت الرمال وردا ! 
أما الجنس فهو غريزة في الإنسان تضمن له البقاء و توفر له اللذة...إلا ان الإنسان و لأنه جبل على حب الملذات فإن إشتياقه للذة سابق عن حبه للبقاء و لهذا فهو يفكر دوما في الطعام الشهي قبل تفكيره في قيمته الغذائية ! و من هنا فتحقيق اللذة الجنسية بالنسبة إليه تجسيد لحريته ، و قد تدفعه الشبقية المفرطة لإيذاء معشوقه ! كما قد تدفعه لإيذاء غيره...فقد يمارس الجنس علنا إستجابة لرغبة جنسية جامحة ، كما قد تدفعه ذات الرغبة لممارسة الجنس بشذوذ...أو القتل في سبيل لذة جنسية عابرة .
أردت في الجزء الأول من هذه التدوينة طرح هذه التساؤلات كمقدمة لتفسير العلاقة المعقدة بين الجنس و القانون ...أرجو أن لا يكون الموضوع مملا بالنسبة إليك عزيزي القارئ ...............دمتم بألف خير 

معاملة الضحية ....لا للعواطف

الشائع أن التشريعات العقابية سواء القوانين التي تنص على العقوبات أو التي تنص على الإجراءات الخاصة بالمتابعة في الجرائم و التحقيق فيها لا تهتم كثيرا بالضحية...أو لنقل تفرط في تدليله...لاسيما إذا كانت تلك القضية محل اهتمام من الرأي العام...كاختطاف صبي...أو إغتصاب فتاة معاقة...
و لا أريد أن يفهم من حديثي أنني متحامل على صفة الضحية في الملف الجزائي أو متعاطف مع المتهم ( المجرم ) !...و لكن ما أريد توضيحه أنه و في كثير من الأحيان يجد المتهم نفسه متهما على أساس دعوى كيدية بمعنى أن بين الضحية و المتهم علاقة سابقة على الجريمة ، و ما تقديم شكوى من الضحية إلا وسيلة للإنتقام من المتهم و أبرز مثال على هذه الحالة : هو الفتاة التي تدعي بأن المتهم إغتصبها و أنها في الشهر الرابع من الحمل ! فلو أن المتهم قام فعلا باغتصابها لبلغت فور قيام الجريمة و ليس بعد أربعة أشهر فهذا دليل كاف على أن الممارسة الجنسية بينهما كانت رضائية و ليس اغتصابا .
شيء آخر : كثيرا ما يقوم قضاة التحقيق أو النيابة ببحث مفصل عن حالة المتهم الإجتماعية أو العائلية و حتى حالته الصحية و النفسية لاستخلاص رابط أو أكثر من شأنه أن يؤكد أو ينفي مسؤوليته الجزائية عن الجريمة....و أنا هنا لا أنكر أهمية هذا البحث و لكني أعتقد أنه من المفيد أيضا القيام ببحث مواز عن الضحية ، ذلك أن الضحية هي من قد تدفع المتهم دفعا لارتكاب الجريمة فالفتاة القاصر لا يعتد بإرادتها....قد تغري شابا بالغا بالممارسة الجنسية...يعاقب و يسجن و هي حرة طليقة كما أن صحيفتها القضائية ناصعة البياض !..بعد أيام تقوم بإغراء آخر بنفس الطريقة...يعاقب و يسجن...و تظل حرة طليقة........ما هذا ؟؟؟؟
و الغريب أن القوانين العقابية تركز كل التركيز على المتهم و تنسى الضحية مع أنه قد يكون الدافع لارتكاب الجريمة...بل لارتكاب جرائم متتالية دون أن يردعه رادع....لقد كتبت هاته السطور القلائل فقط للفت الإنتباه إلى أنه ينبغي التعامل مع ضحايا الجرائم بحذر و ليس بعواطف جياشة...فلأمر يختلف من ضحية لأخرى .............و دمتم في رعاية الله 

الجريمة الدرامية...عودة محمد بن أبي عامر المنصور !!!

بداية أستسمح قرائي الأعزاء في مسألتين هما طول التدوينة...و طريقة الكتابة التي تبدو أكاديمية شيئا ما !...و أنا لم أتعود على الكتابة بهذا الشكل في هذه المدونة المتواضعة...و لكن أعتقد أن في خطورة الموضوع عذرا لي...ثم إني تعمدت ذكر عمل درامي واحد كمثال مع أن الأمثلة كثيرة و لا تحتاج إلا لبعض الثقافة و الدراية بالتاريخ الإسلامي !
إن المتصفح لقوانين العقوبات و القوانين المكملة لها و هي التي وضعت كحصر للجرائم التي على الشخص تفاديها حتى لا يقع تحت طائلة العقوبة يلاحظ غيابا واضحا لنصوص قانونية تعنى بحماية الشخصيات التاريخية...ففي بلدي مثلا توجد نصوص عقابية مجرمة للأفعال التي تتضمن إهانة للأنبياء عليهم السلام أو لرموز الدولة بينما لا نجد إطلاقا ما يمنع من إهانة شخصيات أخرى لها وزنها في تاريخنا العربي و الإسلامي...و هنا أتسائل : ألا يستحق عظماء هذه الأمة نصا يحميهم من إهانة من يسمون أنفسهم بالمخرجين و المثقفين و كتاب الروايات الذين لا تتجاوز شهرة رواياتهم بلداننا العربية حتى و لو ترجمت هاته الأخيرة للغات أجنبية..!
تكمن خطورة الموضوع في اعتقادي في أن الكثير يعتمدون المسلسلات كمرجع تاريخي موثوق دون حاجة لمراجعة ما رأوه أو سمعوه فيها ، فهي في نظرهم نوع من المسلمات و من هؤلاء من يحسب على الطبقة المثقفة للأسف...كذلك الأطفال الصغار... هؤلاء الذين يزرع في قلوبهم كره شخصيات عظيمة لا لشيء سوى لأن المخرج لم يبذل جهدا في مراجعة النص الذي قام بإخراجه...أو تقصد النيل من هذه الشخصية...أما المثال الذي أرغب حقا في سرده هو مسلسل قديم حديث عرض لأول مرة منذ خمس أو ست سنوات ضمن سلسلة تضم ثلاث مسلسلات تروي جزءا من تاريخ الأندلس...إنه مسلسل ربيع قرطبة الذي تناول سيرة الحاجب محمد بن أبي عامر المنصور...ذلك الرجل الفذ الذي صوره المخرج على أنه مدمن للخمر و عاشق للسيدة صبح إحدى حرم الخليفة الحكم المستنصر بالله و لا نعرف لهذا المسلسل مصدرا تاريخيا لا صادقا و لا كاذبا...كما صور الحاجب المنصور أيضا على أنه رجل وصولي ظالم سفاك للدماء...و قد يتحجج المخرج بكون المستلزمات الدرامية تقضي بوجود قصة حب في هذا المسلسل التاريخي...و هنا أقول رب عذر أقبح من ذنب لأنه من الممكن تخيل قصة عاطفية وقعت في ذلك الزمان و في تلك الحقبة و لنا فيما روى لنا الفقيه ابن حزم الأندلسي في كتابه طوق الحمامة في الألفة و الألاف من القصص العاطفية التي وقعت أيام الأندلس ما يغني هذا المخرج عن تشويه صورة هذه الشخصية الفذة...فقد كان أميرا للمؤمنين على الحقيقة ليس استبدادا كما يصوره المخرج بل لفطنته و قدرته في تلك الفترة على حماية الأندلس...أما السيدة صبح و إن كان التاريخ يقر بأنها كانت مغنية إلا أنها و بعد دخولها قصر قرطبة وصفت بأنها غاية في التدين...و ليس كما صورها لنا هذا المسلسل...بأنها و محمد بن أبي عامر عاشقان يكتمان عشقهما خوفا من الخليفة الحكم...و أنها اختارت محمد بن أبي عامر لوكالتها و ابنها لأنها كانت تكتم حبه...و لقائهما في القصر و خلوتهما لا ريب فيها و لا شك بحكم مهنة محمد بن أبي عامر ، ثم إن الحاجب نقم عليها بعد وفاة الحكم و ذلك لرفضها انفراده بالحكم دون ولدها هشام...و لم أجد خلال بحثي في أخبار هذه الشخصية نقمة أظهرتها السيدة صبح على محمد بن أبي عامر أبدا و لا إنتقاما أبداه هذا الأخير منها بل وجدت أن الحاجب مشى في جنازتها لما ماتت و تصدق على قبرها ب 500 ألف دينار و هنا أقول هل هذا فعل حاقد أو مبغض..........؟
أما مناقب محمد بن أبي عامر فأكبر بكثير من أن تحتويها تدوينة صغيرة في هذه المدونة المتواضعة... و لكن يكفي أن أقول أن المنصور غزا بلاد الروم 56 غزوة كللت جميعها بالظفر ، و لما أصابت المجاعة بلاد الأندلس و جزءا من بلاد المغرب كان يتصدق كل يوم ب 22 ألف خبزة توزع على فقراء أهل قرطبة و من قصدهم...و قد كان مرضه الذي مات فيه في غزوة كانت آخر ما غزاه و هي غزوة بطريوش.......
و قد يقول قائل : قد عرفنا فضل المنصور محمد بن أبي عامر فماذا عن الجريمة ؟
هناك الكثير من النصوص القانونية التي تحمي الملكية الفكرية...و لم يعد المبدع ، المخترع أو المؤلف لأي فن من الفنون يخشى سرقة عمله أو إبداعه إذا قام بحمايته بإجراءات قانونية بسيطة ، أما المؤسسات المكلفة بالرقابة على الأعمال السينمائية و التلفزيونية فغالبا ما تحركها أسباب سياسية لرفض عمل ما ، و إن لم تكن كذلك فلأسباب أخلاقية إذا كان العمل يحتوي على مشاهد فاضحة ، و لكن لم أسمع بعمل تلفزيوني أو سينمائي رفض عرضه لأسباب تاريخية تتعلق بتشويه صورة رمز من الرموز التاريخية...و تتلخص فكرتي في صياغة مواد قانونية في قانون العقوبات و ليس القوانين الملحقة به! في الباب المخصص لجريمة الإساءة...تعنى هذه المواد بمعاقبة من يقوم بإخراج و كتابة نص عمل درامي يشوه صورة رمز من رموز أمتنا الإسلامية مع منع عرض هذا العمل إن كان قد تم إنجازه أو توقيف تصويره إن كان في مرحلة الإنجاز على أن يرجع في تحديد أهمية هذه الشخصية عند الإشتباه في ارتكاب الجريمة إلى لجنة خاصة تتكون من مؤرخين موثوق بنزاهتهم و مستواهم الأكاديمي ، و فقهاء مشهود بعلمهم ، و لا مانع من أن تتكون اللجنة من مخرجين لم يثبت عنهم إخراج أعمال خليعة و ذلك لاستشارتهم عما إذا كان المشهد الذي قام به المخرج ضروريا من الناحية الدرامية أم لا...ثم هل من الممكن من الناحية التقنية إستحداث جريمة درامية ؟
نعم...و يكون ذلك ببناء أركان للجريمة فالركن الشرعي هو في المادة التي ستعاقب على الفعل ، أما الركن المادي فهو السلوك الذي يقوم به المخرج و كاتب النص أو القصة و المتمثل في تشويه صورة الشخصية التي تناولاها في العمل ، و هو يختلف من عمل لآخر : لباس غير لائق تلبسه الشخصية مثلا...تصويرها في وضع مخل بالحياء...ففي مسلسل ربيع قرطبة مثلا لاحظت مشهدا لمحمد بن أبي عامر و هو يشرب الخمر .
أما الركن المعنوي فهو علم المخرج و كاتب النص بأن ما يفعلانه هو تشويه للشخصية و مع ذلك فقد أرادا القيام بالعمل و إخراجه للجمهور.........
ما فائدة كل هذا ؟؟؟
بتجريم الأعمال التي تشوه كبار الشخصيات في أمتنا العربية و الإسلامية نكون قد حافظنا على تاريخنا الذي يزخر بمثل هؤلاء العظماء و من خلال يمكننا غرس هذه القيم في الأجيال القادمة...و معاقبة كل من تسول له نفسه النيل منها أو الإنتقاص من قدرها
........دمتم بألف خير


السحاقيات....فتيات ينتقمن لأنوثتهن !!!

بداية أستسمح قرائي الأعزاء لما قد يرد في هذه التدوينة من عبارات جريئة جاءت لبيان هذه الجريمة المحاطة بهالة من السرية ، كما أحيي من خلال هذه التدوينة جميع المدونين الذين يساهمون من خلال تدويناتهم المميزة في معالجة هذه الظواهر الإجتماعية الدخيلة عن ديننا و قيمنا و أخص بالذكر أختي الكريمة و زميلتي في التدوين صاحبة مدونة المغربية .
السحاق هو نوع من أنواع الشذوذ الجنسي و يعد جريمة و فعلا معاقبا عليه فقط في الدول التي تعاقب على جريمة الشذوذ الجنسي ، أما الدول التي تعتبر هذا الأخير حرية شخصية فالسحاق فيها يعد فعلا مباحا و وسيلة لتحقيق المتعة الجنسية .
و كتعريف بسيط لهذا الفعل نقول أن السحاق هو تلك الإثارة أو المتعة أو اللذة الجنسية التي تحصل عندما تقوم امرأة بالعبث بجسد امرأة أخرى ، و يكون هذا التواصل الجسدي بقصد حصول تلك اللذة ، و لقد تعمدت عدم ذكر تاريخ ظهور هذه الأفعال و لا الموطن الذي انتشرت منه ....ذلك أن قبح هذه الأفعال لا يشجعني على نسبتها لشعب ما أو لموطن ما...كل ما يمكنني قوله هو أنها أفعال ضاربة في القدم .
أما عن أسباب هذه الجريمة فهي تختلف بحسب الفتيات اللواتي يمارسن السحاق ، فأما الفتيات اللواتي يحترفن الدعارة فإن الكثير منهن لا يجدن اللذة الجنسية إلا في السحاق باعتبار أن تعودهن على المعاشرة الجنسية مع الرجال ولد عندهن الرغبة لممارسة جنسية مختلفة فأصبحن لا يستمتعن جنسيا إلا بممارسة السحاق إذ به يتحقق الإشباع الجنسي عندهن .
أما النوع الثاني من الفتيات فهن اللواتي لم يتزوجن قبلا و لم يمارسن الجنس مطلقا و لكن و من خلال الإثارة الجنسية التي يتعرضن لها     من مشاهدة الأفلام الخليعة أو الأخبار التي يسمعنها من بعض المتزوجات الوقحات !!! عن المتعة الجنسية و السعادة التي تغمرهن أثناء العملية الجنسية...هذا كله يجعل تلك الفتاة العزباء و المراهقة عموما ترغب في التجربة فإما أن تقوم بنفسها بالعبث بأعضائها الجنسية و هو ما يسمى بالعادة السرية...أو تقوم بالإتفاق مع فتاة أخرى على ممارسة السحاق ، و ما يشجع هذا النوع من الفتيات على هذا السلوك هو أن الفتاتين اللتين تمارسان السحاق يكتمن سرهن و بالتالي فلا مجال للخوف من الفضيحة عكس الممارسة الجنسية الطبيعية مع الرجال ، فالرجل قد يفضح خليلته إذا رفضت مضاجعته !
أما النوع الثالث فهو المتزوجات اللواتي قد يمارسن هذا الفعل لعنة أصابت الزوج أو لشبقية مفرطة في الزوجة ، و من الناحية الإجتماعية فإن إطمئنان الوالدين لصحبة بناتهم ، و أعني هنا عدم مراقبة البنات أثناء تبادل الزيارات من صديقاتهن قد يشجع هاته الممارسة...فالفتاة التي تحترف السحاق قد تستضيف فتاة أخرى في منزلها بغرض السحاق ، كما قد تزور هاته الأخيرة في بيتها لنفس الغرض....هذا يسهل العملية باعتبار أن المكان الآمن عادة ما يكون مشكلا بالنسبة للرجل و عشيقته !!!
و تتميز السحاقيات عن غيرهن من العاهرات في كون السحاقيات يمارسن الجنس و هن يتلفظن بعبارات مثيرة و فاضحة يعتبرنها جزءا من العملية الجنسية كما أنها تساعدهن لبلوغ ذروة اللذة ، عكس العاهرات اللواتي يكتفين بالمواقعة الجنسية في صمت...فالكلام المثير يكون قبل بدء العملية الجنسية ، و ربما كانت تلك العبارات تعويضا لما يفتقدنه في الممارسة الجنسية العادية !...كما تتميز السحاقيات من الناحية الفيزيولوجية بنحافة أجسادهن و قوامهن الممشوق...و طول شعرهن...و إن كانت هذه الصفات تختلف من فتاة لأخرى فإن الصفة الأساسية التي لا تخلو منها سحاقية هي الشبقية الجنسية المفرطة...فالشراهة الجنسية صفة مميزة لجميع السحاقيات و هذا ما يفسر الطقوس التي يتبعنها عند ممارستهن للجنس .
و باعتبار السحاق فعلا من أفعال الشذوذ الجنسي و كجريمة معاقب عليها لابد له من أركان ، فأما ركنه المادي فهو الفعل أو السلوك الذي يجرمه القانون و المتمثل في عبث المرأة بجسد إمرأة أخرى ، و العبث هو سلوك مادي يشمل القبلات على الشفتين ، لعق أعضاء المرأة الأخرى ، التدالك ، أن تقوم إحداهما بالتعري أما الأخرى أو يقومان معا بهذا الفعل ، الملامسات الفاحشة ، و باعتبار أنه لا يمكن تخيل وقوع إيلاج طبيعي بين فتاتين فهناك صورة أخرى و هي استخدام إحدى الفتاتين لقضيب ذكري إصطناعي و تسمى حينها بالعاشقة و هي صاحبة الدور الإيجابي في العملية ، أما صاحبة الدور السلبي في العملية فتسمى المعشوقة...و قد يتبادلان الأدوار .
أما الركن المعنوي للسحاق فهو علم المرأة بأن شريكها في الأفعال الجنسية أنثى مثلها !...و يتحقق هذا سريعا قبل بدء العملية عادة بمجرد رؤية الشريك في حالة توفر نسبة من الضوء في المكان ، أو بتحسس جسده أو سماع صوته إذا كان الظلام دامسا !
و لكن العلم بمفرده لا يكفي بل ينبغي أن تريد الفتاة السحاق مع توفر العلم لديها ، فإذا قامت فتاة ما بتمزيق قميص فتاة أخرى و شرعت في تقبيلها و أبدت الفتاة الثانية مقاومة لهذا الفعل لا يمكن اعتبار الفتاتين معا سحاقيتين ، فلابد من توافر عنصري العلم و الإرادة لتحقق الركن المعنوي للجريمة...
و أخيرا أعتقد أن أن وجه الخطورة في السحاق هو أنه جريمة خفية...لأنها تمارس عادة داخل منازل مغلقة في حجرات موصدة الأبواب و نوافذ محكمة الإغلاق و ستائر مسدولة....غير أن الحل في اعتقادي هو تربية الفتيات و غرس القيم الدينية في نفوسهن...هذا من جهة و الرقابة المستمرة لهن خاصة فيما يتعلق بالقنوات التي يشاهدنها و الصديقات اللواتي يصحبنهن من جهة أخرى..........دمتم بألف خير
تطبيق :
عاد مروان على الساعة الثالثة مساءا للمنزل على غير العادة !...لم يجد والدته في الطابق السفلي و فجأة سمع صوت قهقهة ينبع من غرفة أخته ربى في الطابق العلوي...صعد للأعلى...طرق الباب و لكن لم يتلقى الإذن بالدخول...فتح الباب و وجد أخته مع شاب قد صفف شعره بطريقة أنثوية و وضع أحمرا للشفاه و مساحيق للتجميل على وجهه و هما تحت بطانية فوق سرير أخته !.........هل تعتبر ما حدث في هذا المشهد سحاقا و لماذا؟؟؟